الظلم والظلمات

موقع أيام نيوز

جمع الوالد أولاده الذكور ودعاهم الى اجتماع مصغر وقال لهم :
الأب : كما تعلمون أنني أملك الكثير من الأموال والعقارات والشركات ولقد جمعتكم اليوم من أجل أنني أشعر باقتراب أجلي ولذلك اريد أن أوزع التركة بينكم قبل مۏتي.
الولد الكبير : بعد عمر طويل يا أبي
الولد الصغير : ولماذا لم تستدعي أختنا؟

الأب : ولماذا أستدعيها؟
الولد الصغير : أنت تقول أنك تريد أن توزع الأموال بيننا ولا أراك قد إستدعيت سوانا أنا وأخي الكبير ولم تستدعي أختنا الوحيده حنان،
الأب : أنا لا أريد أن أعطي حنان شيئا
الولد الكبير : أحسنت يا أبي
الولد الصغير : ولماذا يا أبي؟
الأب : كما تعلمون فإن أختكم حنان متزوجه من رجل غريب وإن أعطيتها شيئا سيأخذه منها زوجها وأنا لا أريد أن يكون زوجها شريك لكم مطلقا،
الولد الكبير :  نعم الرأي يا أبي وأضف الى ذلك أن زوج حنان يتحين الفرصه من أجل أن يصبح شريكا لنا في التجاره ويصبح له رأيه الخاص ويظن عندها أنه صاحب الشركه ويتحكم بها كيفما يشاء
الأب : لذلك أنا لن أعطي حنان درهما
الولد الصغير : اتق الله يا أبي فانك إن فعلت ذلك ستكتب عند الله ظالما وتكون من أهل الڼار والعياذ بالله،
الأب : (پغضب) من قال لك ذلك؟ بل إني أريد أن أحمي أموالي وممتلكاتي من الضياع ولا أريد لأحد غريب أن يدخل بينكم. 
الولد الكبير : دعك من أخي الصغير يا أبي فإنه مازال جاهلا
الولد الصغير : لا حول ولا قوة الا بالله
وفي هذه اللحظه يدق جرس الباب. 
الاب مشيرا لولده الصغير: انظر من في الباب. 
الولد الصغير : حاضر ياأبي،
إنه سالم المحامي يا أبي 
الأب : دعه يدخل فإني قد أستدعيته لهذا الاجتماع حتى يخبركم بالتفاصيل
الأب : كيف حالك ياسالم؟ 
سالم : أنا بخير ياسيدي والحمدلله 
الأب : هل فعلت كل ما قلته لك؟ 
سالم : نعم ياسيدي لقد تم كل شيء ولم يبقى إلا بعض التواقيع فقط
الولد الصغير : أُعذرني ياأبي فإني لن أوقع على شيء فإني بالحقيقه أشفق عليك من الڼار وعلى أختي حنان من الظلم 
الأب : (ېصرخ پغضب) عدت للحديث عن الڼار، والآن أنت تنعتني بالظالم أخرج من بيتي أنا لا أريدك مطلقا هيا أخرج 
سالم : انتظر ياسيدي وهون عليك وأنا سأكلم ولدك الصغير 
الولد الصغير : لا يا أخي سالم فإني لا أقبل أن أشارك بهذا الظلم مطلقا 
الأب : قلت لك أخرج من البيت هيا أخرج.
وفي هذه اللحظه يخرج الولد الصغير من الإحتماع ومن البيت. 
الأب : ياسالم أريد منك أن تنقل كل أموالي لولدي الكبير ولا أريد أن أعطي الصغير شيئا هل فهمت؟ 
سالم : حسنا ياسيدي كما تريد
وبعد مرور عام
حاول الولد الصغير عدة مرات أن يتواصل مع أبيه ولكن الأب كان يرفض في كل مرة 
ثم مالبث الأب ومرض مرضا شديدا
الدكتور : (يخاطب الأب) إن حالتك خطېرة ياسيدي وعليك الآن إجراء العمليه وإلا فلن نستطيع أن نساعدك مطلقا
الأب : سأكلم ولدي الكبير ثم سأجعله يحدد وقت العمليه ويقوم باللازم
الدكتور : الرجاء أن يكون بأسرع وقت
الأب (وهو طريح الفراش): أين ولدي الكبير؟ مر يومين منذ أن طلبته ولم يأتي بعد
الخادم : إنني أحاول أن أكلمه ياسيدي ولكنه لايجيب مطلقا 
الأب : وما العمل؟ 
الخادم : كلم المستشفى وإحجز أنت لنفسك قبل فوات الأوان 
الأب (پغضب): ألا تعلم أنني قد أعطيت ولدي الكبير كل ما أملك حتى هذا البيت
الخادم (باستغراب) :ولم تبقي لنفسك شيئا؟ 
الأب(بصړاخ) :نعم لاشيء لاشيء لاشيء 
وبعد مرور عدة أيام إشتد الۏجع والألم على الأب فقام الخادم من فوره بالإتصال بالولد الصغير وأخته حنان، 
الولد الصغير : فداك نفسي ياأبي 
حنان : أبي الحبيب ماذا بك؟ 
الأب(يشعر بالندم): ولدي الصغير سامحني وأنت كذلك بنيتي حنان سامحيني 
الولد الصغير وحنان  (وهما يبكيان):بل أنت سامحنا ياأبي وحماك الله من كل سوء. 
حنان : لابد أن أتصل بالطبيب
الولد الصغير : أين أخي الكبير؟ 
الأب : لقد هجرني بعد أن أخذ كل شيء 
حنان : لقد اتصلت بالطبيب وهو الآن سيقوم بإرسال سيارة الإسعاف 
الخادم : لقد وصلت سيارة الإسعاف 
الولد الصغير : هيا بنا 
وذهبوا جميعا الى المستشفى وتم إدخال الأب الى قسم العنايه المركزه 
الممرض( يخاطب حنان واخوها الصغير): الدكتور يريدكم في مكتبه
حنان : ماذا هنالك يادكتور؟ 
الدكتور : كما تعلمون إن هذه العمليه مكلفه جدا وأنا لا أستطيع إجرائها قبل دفع ثمنها كاملا خمسون ألف دينار  وأمامكم مهله ساعتين فقط، 
وهنا خرج الولد الصغير مع أخته حنان من مكتب الطبيب والحزن والحسره واضحه عليهما فمن أين سيأتوا بهذا المبلغ الكبير؟ 
الولد الصغير : أنا لدي عشرة الاف دينار هي كل ما ادخرته في هذا العام، 
حنان : وأنا سأبيع ذهبي كاملا وأعتقد أن ثمنه عشرون ألف دينار 
الخادم : وأنا قد ادخرت مبلغ خمسة آلاف دينار فيصبح لدينا خمسه وثلاثون ألفا 
الولد الصغير(يخاطب الخادم): وهل يعقل أن نأخد منك مالك الذي ادخرته من عرق جبينك؟ 
الخادم : لا تقل ذلك ياسيدي فأنا ليس لي أهل سواكم 
حنان : ومن أين نكمل المبلغ؟ 
زوج حنان(ظهر فجأه) :مني أنا فأنا لست أقل منكم فنحن أهل 
الولد الصغير : تفضل يادكتور هذه هي الخمسون الف التي طلبتها 
الدكتور( بخاطب الممرضين): جهزوا لي غرفة العمليات فورا 
ومر الوقت بشكل بطيء وجلسوا جميعا  وهم ينتظرون إنتهاء العمليه، ثم خرج الطبيب واتجه إليهم، 
الطبيب : الحمدلله لقد نجحت العمليه 
حنان : متى نستطبع أن نرى أبي؟ 
الطبيب : انه تحت تأثير المخدر ويحتاج الى فتره طويله قبل أن يفيق منه
الولد الصغير : سوف نبقى بجانبه حتى يفيق. 
وبعد مرور الوقت بدأ الأب بفتح عينيه تدربجيا ثم نظر وإذ بالجميع قد حضر حوله الولد الصغير وحنان وزوجها والخادم والطبيب إلا الولد الكبير 
الأب : ماذا حصل لي؟ 
الطبيب : لقد تم إجراء العمليه لك ياسيدي 
الأب : ومن أين جئتم بثمن العمليه؟ 
الطبيب : من أهلك الواقفين حولك هنا فكل منهم ساهم بمبلغ حتى الخادم قد دفع كل مدخراته من أجلك
الأب : (وهو يبكي) لقد أثبتم لي أن الإنسان لا يعلم أين يكون الخير أبدا فقد يكون في البنت أو الولد الصغير أو في زوج ابنته أو حتى الخادم سبحان الله لذلك عليه أن لايوزع تركته ويعطى ولد ويمنع آخر أو حتى يحرم البنات وإنما يبقي الأمر على ماهو عليه وبعد رحيله توزع الأموال على أصحابها كما وزعها الله عز وجل 
تمت بحمد الله
كل يوم قصه وعبره جديده  تابعوني لتصلكم القصه الجديده ان شاء الله 
بقلم الشيخ خالد اللفتاوي

تم نسخ الرابط