رحيل بقلم حنان اسماعيل

موقع أيام نيوز

الهدوء 
ولا انت هتقبل على نفسك انك تتجوزواحدة مشاعرها مع واحد غيرك
هز رآسه بالإيجاب فإبتسمت بإرتياح لإقتناعه ابتسم اكثر وهو يتقدم ناحيتها مما اربكها فتحركت للخلف حتى التصقت بالحائط ورائها
جاد تفتكرى لو عندى شك للحظة انك بتحبى غيرك كنت هقبل انى اتجوزك...
قاطعته قائله بس انا فعلا ...
نظر اليها مطولا قائلا بثقه انتى لسه بتحبينى
بلعت ريقها وخرج صوتها مخڼوقا قائله لاء
جاد لو نسيتينى لابسة دى ليه 
بلعت ريقها وهى تبحث عن اجابة قبل ان تحاول ان تسحب القلاه من يده الا انه امسك بيدها بين يده قائلا فى حنان
جاد بتحبينى يارحيل وعمرك مانستينى زى ماانا ماعمرى نسيتك ولا قدرت انسيك
اسكرتها كلماته حتى اغمضت عيناها من فرط تآثيره
فتحت عينيها بعد احساسها بإبتعاده عنها فوجدته يفرك رآسه بعيدا كى يفيق حاولت الاقتراب منه وهى تقول بلطف
جاد من فضلك
اشار اليها بيده ان تقف مكانها قائلا لها
جاد خليكى مكانك
استغربت كلامه فتسمرت مكانها ظل يجوب فى المكان حتى هدآت انفاسه وهى تراقبه .مر بها وهو يلتقط هاتفه قائلا لها فى صرامة
جاد جهزى نفسك يارحيل عشان هنتجوز برضاك او ڠصب عنك
قالها وهو يغادر للخارج .تاركا اياها ټضرب الكرسى امامها بقدمها فى غيظ
...............................
فى الوقت ذاته كان صالح قد علم من سائقه بما حدث من رجال جاد واختطافهم لرحيل جن جنون صالح وهو يجوب الغرفه ذهابا وايابا لم يجرؤ احد من احفاده بالاقتراب منه وقتها لعلمهم بمدى غضبه فى هذا الوقت خاصة وان الامر يخص غاليته رحيل .
جاءه اتصال هاتفى من هارون ان يقابله حالا فى مزرعة الفاكهة الكبيرة التى يملكها حاول صالح ان يعتذر الا ان هارون اصر عليه فإستجاب على مضض وهو يتوعد احفاده بقټلهم لو لم يصلا لمكان رحيل بأى ثمن لحين عودته .
استقبله هارون داخل مزرعته جلسا فى احد الاركنة المفتوحة والتى تطل على المزرعه باكملها وكانت مخصصة ومجهزة لاستقبال الضيوف
وجد صالح جاد يجلس فى انتظاره وبجانبه رجل يظهر من هيئته انه مأذون ومن حولهم بعض من رجال هارون وجاد وعلى رآسهم سويلم
رمق صالح جاد بنظره كره وهو يتقدم ناحيتهم بينما ابتسم جاد فى شماته وهو يرحب به قائلا
جاد اهلا اهلا حمايا العزيز تخيل عندى لك مفاجاة كبيرة مش هتتوقعها
ابتسم له صالح بخبث وكره قائلا خير ياابن الموافية
نهض جاد بإتجاهه قائلا مش هتصدق وانا فى طريقى للمطار استقبل حد من زاينى الاقى لك مين تخيل مين 
اجابه صالح بغيظ مين 
جاد وهو يقترب منه هامسا فى اذنه رحيل قال ايه كانت راجعه من السفر بعد ماكانت ناوية تعملها لك مفاجاة فقلت والله دى بنت حلال جت فى وقتها فجبتها هنا وكلمت خالى وقلت نكتب كتابنا ونخلص بقى
صالح بعتاب مصطنع وهو ينظر لهارون وهو ينفع ياهارون ان بنتى تتاخد بالشكل ده كأن مالهاش اهل ويتكتب كتابها فى بيت غير بيتها
هارون بصرامة وهدوء والله ياصالح بنتك جوه معززة مكرمة ولا انت عندك شك فى اننا حاطينها فى عينينا وبعدين ياراجل هو فى فرق بين بيتى وبيتك نكتب الكتاب ونجهز الفرح والبنت تخرج من عندى لبيت جوزها انا برضه كبيركم ولا عندك كلام تانى
صالح بغيظ اومال ايه انت كأنك انا ياهارون ورحيل بنتك
هارون طب يلا اكتب ياعم الشيخ
صالح وهو يشير بيده لهم بالتوقف قائلا طب اتطمن على حفيدتى فى الاول واشوف هتدى التوكيل لمين ولا ايه ياحاج هارون مش دى الاصول وبعدين هو هى رحيل حد رخيص للدرجة دى يعنى مش من الاصول نتكلم على حقوقها ودهبها ومؤخرها .
جاد مقاطعا اى حاجة هتطلبها هتلاقيها الدهب اللى عاوزه اطلب جورج الصايغ يجيب لك لحد اللى يوزنها دهب انت عارف الحاجات دى حاجات صغيرة مش هنختلف عليها .
رمقه جاد پغضب بينما اومئ هارون رآسه بالموافقه على كلامه اشار هارون لاحد رجاله ان يوصل صالح لمكان رحيل
اشار جاد بطرف عينيه الى سويلم فى اشارة معناها ان يتبعهم كظلهم خوفا من اى تصرف من صالح لافساد الزواج 
..................
فى نفس الوقت كان اسماعيل يجلس بين امه وفاطنة يبلغهم بما دار فى الجلسه وطلب جاد الزواج من حفيدة الجارحى صعقټ فاطنة مما سمعته وثارت واڼهارت من البكاء وامها تواسيها
حاول اسماعيل تهدئتها وهو يقنعها بوجوب تقبلها لهذه الزيجة لانها ستحدث برضاها او رغما عنها خاصة وانها تعانى من مشاكل بالإنجاب بخلاف ان لربما كان لجاد حسابات اخرى فى تصفيه اموره مع صالح عن طريق رغبته فى اتمام هذه الزيجة
كما هدأ من روعها إقناع امها لها بأن وجود رحيل كزوجة اخرى لن يمثل اى ټهديد لها كسيدةالبيت الاولى خاصة وان جاد يكره رحيل ويكره جدها ولن يستطيع ان يتقبلها كزوجة او حبيبة ابدا بسبب تاريخ عائلتيهم معا .
مما هدأ من روع فاطنة بعض الشئ بعد اقتناعها بحديثهم .
..........................
كان صالح قد وصل لمكان رحيل
جلس صالح مع رحيل كى يفهمها مايجرى بدأ معها قائلا بهدوء وحزن
صالح رحيل انتى عارفه ان انتى اغلى عندى من كل ولادى وكل املاكى صح
هزت رآسها بالايجاب فى آسى فاكمل حديثه قائلا كى يقنعها
صالح الجوازة دى انا اتورطت فيها وللاسف المرة دى مش سهل انى اركبك عربية واهرب زى ماعملت قبل كده فى جوازتك من يونس ولوانى ندمان انى اليوم ده مجوزتكيش يونس على الاقل مكناش هنبقى هنا فى الموقف ده دلوقتى ..المهم معدشى جاى منه لان جاد مش يونس وزى ماجابك المرة دى هيجيبك لو قدرت اخرجك من هنا ده لو عرفت من اساسه
رحيل پغضب وهى تهب واقفه يعنى ايه ياجدى هتسيبهم يجوزونى ڠصب عشان حسابات بينكم ماليش اى دعوة بيها
صالح بآسف ڠصب عنى يابنتى والله لو اقدر مااحطك ابدا فى سكتهم انتى متعرفيش الڼار اللى جوايا وانا بديهم اغلى حاجة فى عمرى بس جاد لعبها صح وعرف يلعب على الحتة اللى بتوجعنى واستغل حبى لك عشان يمسكنى من ايدى اللى بتوجعنى
رحيل يعنى ايه 
صالح وهو يقف ويمسك بوجهها بحنان
يعنى انا مضطر احط ايدى فى ايده واجوزك له دلوقتى بس اوعدك ان ده كله هيكون مجرد وقت لحد لما اصلح كل ده واخرجك من وسطهم تانى
رحيل پغضب يعنى خلاص مفيش حل هتجوزنى منه وتدخلنى طرف فى حربكم قصاد بعض وادفع انا تمن حاجة معملتهاش
صالح والله ڠصب عنى
جاءه صوت من الخارج يناديه فأجابهم بغيظ
صالح جاااى رحيل انا عمرى مارفضت لك طلب عشان خاطرى متصغرنيش اودامهم دلوقتى وافقى على الجواز وانا اوعدك هخلصك منه فى اقرب وقت
ترددت للحظة قبل ان تومئ برآسها قائله فى استسلام
رحيل حاضر ياجدى بس من فضلك على الاقل خلى الفرح بعد اسبوع من النهاردة ادينى وقتى
صالح هحاول بس اشك انهم هيوافقوا اللى ممكن اعمله انى اجل الډخله يومين
قالها وانصرف تاركا رحيل تنظر لفساتين الزفاف امهامها فى حزن .
..................
عاد اليهم وجلس وسطهم مد يده ليد جاد بتردد وعلامات الحقد تطغى على وجهه بعث لرحيل كى توكل احد فأكدت بتردد على توكيلها لجدها اتما عقد القران بعدما اتفقا على المؤخر والمهر وباقى التفتصيل الاخرى .
حاول صالح اقناعهم بأن يأخذ رحيل لبيته كى تخرج منه عروسا امام الناس الا ان جاد وهارون اصرا على الرفض وان كانا قد وافقا على طلب صالح بتأجيل الفرح ليومين على الاقل حتى تهدأ نفسية الفتاة وتستعد فوافق على مضض .
دخل صالح لرحيل مرة اخرى مواسيا لها بعدما ابلغها بكتب كتابها وتحديد موعد الزفاف بعد يومين ن فلم تجبه واكتفت بالصمت وهى حزينة رحل تاركا اياها تجلس امام النافذة وهى تراقب الحاضرين ينصرفون
راقبت جاد وهو يقف مع هارون ورجالهم يتناقشون بصوت لايصل اليها عندما التف فجأة لفوق ليجدها تنظر اليه قبل ان تغلق الستارة فى ڠضب
.......................
دقائق ووجدت الباب يفتح لتجده امامها
صاحت به فى ڠضب انت ازاى تدخل كده افرض انى ...
اقترب منها قائلا بمكر افرض انك ايه انت ناسية انك بقيتى مراتى
ابتعدت عنه فى ضيق قائله متحلمش انت عارف انى كنت مضطرة على قبول الجوازة دى
جاد بثقه المهم اننا اتجوزنا وبقيتى خلاص مراتى وحلالى وحقى
رحيل بضيق حقك هناك فى بيتك زمانها مستنياك انما لو فاكر ان جوازتنا دى هتبقى بحقيقه تبقى بتحلم
جاد بضيق يعنى ايه فهمينى كده
بلعت ريقها محاوله التماسك قائله يعنى ده هيكون جواز على ورق لحد لما جدى يقدر يخلصنى من الورطة دى
ضحك بصوت عالى وكانت المرة الاولى لها التى تراه يضحك فيها حتى انها منعت نفسها من الابتسام اعجابا بسماعه يضحك خاصة وان ضحكه قد زادته جاذبية اكثر.
اصطنعت الضيق بينما اقترب منها قائلا وجدك بقى اللى فهمك ده 
لم تجبه وادارت وجهها بعيدا عنه فأعاده بيده اليه قائلا
جاد انا اتجوزتك على سنة الله ورسوله واودام الناس اللى تحت دول وبموافقتك انتى وجدك يعنى لو انطبقت الارض على السما يستحيل اسيبك تبعدى عنى
امتعض وجهها قائله وهى تحاول ابعاد صدره بيدها قائله حتى لو قلت لك انى بكرهك
ضحك مرة اخرى فبلعت ريقها بصعوبة وهى تحاول السيطرة على مشاعرها خاصة حين احست بقربه الشديد منها وتآثيره عليها
رحيل متأكده 
هزت رآسها وعيناها مغمضتان بالايجاب
فإقترب اكثر وووووو
قائلا لها وعيناه تلمعان بفرحة
جاد بمكر انتى قولتيلى انك بتكرهينى
رحيل بصوت خاڤت ممكن تعدينى
نظر اليها بابتسامة قائلا لاء بس ممكن اشيلك لاحسن توقعى
قالها وهو يحملها وهى على استحياء حتى اجلسها على الكنبه التى امامه
جلس بجوارها وابعد شعرها عن عيناها قائلا لها فى حنان
جاد انتى كويسة 
رحيل پغضب مصطنع اه كويسة انتى شايفنى ايه اودامك
ضحك ضحكة قصيرة وهو يقترب منها قائلا
جاد شايفه واحدة كان هيغمى عليها من شوية
زمت شفتيها فى ضيق ممزوج بالخجل قائلة فى كبر انا مكانشى هيغمى عليا ولا حاجة ده بس عشان مكالتش حاجة من الصبح
هب واقفا فى ڠضب قائلا لها بجد طب ليه يارحيل .انا قلت لك الاكل عندك واى حاجة هتطلبيها رجالتى هيجيبوها لك
قالها وهو ينادى على سويلم فى ڠضب الا انها اوقفته قائله
رحيل الاكل هنا ومحدش منع عنى حاجة
جاد طب كلىانا مضطر امشى دلوقتى وهجى لك بكره
رحيل بلهفه وهتسيبنى هنا لوحدى 
عاد اليها وعلى وجهه ابتسامه حانية قائلا 
جاد مش هتأخر عليكى بس لازم ارتب شوية حاجات بس لو عاوزانى افضل افضل
قالها وهو يبتسم فى مكر فاشاحت وجهها عنه فى خجل قائله
رحيل لالا انا كويسة
جاد انا سايبة لك بره اقرب حد ليا من رجالتى اكتر من اخ بالنسبة لى هو هيقوم بكل طلباتك اى حاجة عاوزاها اطلبيها منه بس هو اسمه سويلم ماشى
هزت رآسها بالايجاب
تركها وانصرف مغادرا راقبته وهو بالاسفل
تم نسخ الرابط