عانس ولكن
المحتويات
مخرومة زي التور الي بيلف في الساقية .
تحجرت العبرات في مقلتيها وهى تحاول أن تتماسك أمامه فهى تشفق عليه . . فالغلاء يزيد وهو يجاهد هنا وهناك يداوم اكثر من عمل من أجل الفوز بحياة كريمة لأهله ولكي يفوز بها كزوجة مما جعلها تردف بصدق الفلوس إحنا الي بنعملها ياعوض حرام عليك نفسك مش كده . انا مطلبتش حاجة فوق طاقتك واهلنا كمان بيحولوا يسعدونا وشغلتي مش بطالة والقرش الي هيجيني هنقدر نعيش بيه على المرتب بتاعك . واظن المثل بيقول القفة ام ودنين بيشلوها اتنين
بنبرة ملئها الحزن والخۏف من هذا الألم الواضح عليه ما عاش ولا كان الي يظن فيك الشين ياعوض. بس انا قصدي ان إحنا واحد وبنكمل بعض وعمري مقصدت اني اقلل منك قدام نفسك انت قيمتك غالية قوي ياعوض ومش عندي انا بس دي عندنا كلنا . ظلت كثير تحاوره فربما تهداء ثورته تلك ويرجع عن تزمره ويرضى بما يحرزه من عمله فحالة القنوط التي تتمكن منه جعلتها تخشي عليه من الطمع الذي يتحكم فيه فهو اصاب عمل محترم ومع مضي الوقت سيعتلى المراتب به ويتحسن وضعه ولكن تسرعه هذا سيجعله يخسر تلك الوظيفة التي لا يصلها سوي القليل .
عوض بنبرة وضحكة ساخرة امم ومالة . نتجوز ونعيش عاله على أهالينا .والا ناخد قوضة في شقة شرك علشان ميبقاش لينا اي خصوصية .. والايمكن تقصدي أننا نتجوز شفوي . منخلفش ومناكلش ومنعش ذي بقية الخلق .
وعى عوض وقتها انه تجاوز في الإنفعال ولكنه لم يتخيل انها ستسوء فهمه هكذا مما جعله يهدر بها في لوعة دا الي انت فهمتيه من الحالة الى انا فيها . . انا نفسي اعيش معاكي في سعادة وبحاول اوصل لحل علشان نعيش مرتاحين منغير ميكون نفسنا في حاجة وانت جاية تقولى نسيب بعض ..تبقي اټجننتي يا سهام .. انا عمرى ماقصدت الكلام العبيط الي بتقوليه دا .
استنشق الهواء حتى تشبعت رئتيه وزفره في تنهيدة حاړقة من لهيب انفاسه الثائرة ليحاول ان يخرج ما يريد بشكل بسيط علها تقبل ان تشاركه ما ينوي عليه ليتفوه وهو يحاول الثبات أمامها قائلا سيهام ممكن نبدأ حياتنا في مكان تانى بعيد عن البلد دي بكل قرفها وضغوطها .. في واحد صاحبي بيشوفلي عقد عمل في الخارج واكدلي ان ممكن يلاقيلي حاجة مناسبة .. يعني كام سنة ونرجع. . والا ليه نرجع هناك الحياة غير الناس هناك عيشة صح مش زي هنا مدفونين بالحيا .
حاولت مرارا وتكرارا ان تقنعة في الاعتدال عن هذا الأمر . . حتى ظنت انها بالفعل اقنعته عن التفكير به. . ولكنه فاجأها حينما اتاها مهرولا وهو يلهث فرحا كأنه اصاب ورقة اليناصيب الرابحة اوأحد الجولات التي ستأهلة للمرحلة الاخيرة للفوز بالكاس في احد المباريات الدولية .. اتاني يلهث من فرط سعادته وكان ينتظر اني اجيبه بسعادة مماثلة ولكن هيهات .
سيهام ياريت تعملي حسابك ان كتب كتابنا الجمعة الجاية . . علشان نخلص اجرأت السفر وانتي على زمتي علشان لما اسافر واظبط الدنيا ابعتلك على طول قالها عوض بعمليه ودون أن يعطي لها رأي وكأن ما يقوله هو شئ مسلم به وعليها التنفيذ فقط . ليس عليها الاعتراض . .هو قرر ووجب عليها التنفيذ . هى ضلعة هو وعليها السمع والطاعة له .
مما جعلها ټنهار وقتها من حالة التعسف التي تملكت منه وتشبسه في قراره الخاطئ هى بشړ وليس آلة سيتحكم هو بها .. هل لغى احساسه بها.. هو يعلم انها تعشق هذه البلد ولن تستطيع مفارقة أهلها .. كيف له ان يقهرها هكذا ابتلعت علقمها وحاولت أن تحدثه بالنطق الذي يبتعد هو عنه ولكنه رفض أن يعطيها المجال بالحوار والتحدث فيما لا يريد . . بل واصر على رأيه دون نقاش والا هكذا تكون هى من تخلت عنه لا ياعوض .. مينفعش انا مش هقبل بموضوع السفر ده ..انا مش هسافر ولا هسمحلك تسافر وتسبنا كلنا كده منعرفش حاجة عنك ..ليه دا كله انا مطلبتش منك حاجة .ومش عايزة حاجة فوق طاقتك .يبقى ليه لزمتها الغربة والي ممكن يجي من وراها احنا مش قده ..ارجوك ارجع لاني مش هقبل انك تسافر ياعوض .
نعم اتهمها بأنها لا تريده كما يريدها هو ولكنه لن يتخلى عن حلمه في السفر وجمع المال وها هو يقف أمامها في عناد بعدما اصرت هى على وقفها وكان الفراق سيد الموقف بينهما بصي يابنت الناس ..انا كده كده مسافر ومش هرجع عن قراري هنكتب
متابعة القراءة