قلوب صماء بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز


النقيه هشه المشاعر وعليه أن يتعامل معها باحتواء واهتمام فهى بحاجه الى الاهتمام لتنمو وتكبر مشاعرها اتجاه   
انتظر مالك فى غرفه الضابط إلى أن تأتى ملكته الخاصه نبض قلبه جميلته ومعشوقته فقد اشتاق لصمتها لضمتها الرقيقه لعيناها الساحرة ولضحكتها الخافته اشتاق لكل شئ بها 
تنهد پألم دفين    

الحنين هو ان تشتاق لقطعه من روحك موجودة بمكان اخر
ظل نظرة متعلق بباب الغرفه وقلبه يتسارع يشعر بوجودها قلبه ينبض باسمها واذا بها تدلف من الباب   

مالك بحنيه   بلاش دموع ممكن
هزت رأسها بالايجاب وهى تنتفض من أثر البكاء  
أكمل مالك حديثه   واحشتينى
امسكت بيده المحتضنه لوجهها وقبلتها بحب  
ابتسم لها بحب وامسك يدها وضعها مكان قلبه
مالك   حاسه بنبض قلبى قلبي فرحان ان شوفتك  
حاول أن يطمئنها بوضعه الذى لا يعلم ما مصيرة ولكن أراد أن يطمئنها  
ابتلع ريقه بصعوبه   لو طلبت منك طلب مهم جدا بالنسبالي هتنفيذة يا جميله قلب مالك
ابتسمت له واومت له بالإيجاب  
استجمع شجاعته وطلب منها اجراء العمليه نظرت له بتذمر
رفع مالك حاجبه   افهم انا ايه من نظرتك دى مش عاوزة تنفذي طلبي يبق انا زعلان
اعطاها ظهره وهو يتصنع الحزن لرفضها طلبه وقفت امامه وهى تحرك يدها بعده أشارت حاول عدم الفهم  
مالك   مش عارف بتقولي ايه رغم أنها أشارت كانت مفهومه بالنسبه اليه ولكن أراد أن تتمسك بإجراء العمليه لكى تتفهمه ويفهمها  
بحثت بعينها داخل الغرفه وكانت تهم إلى المكتب لإحضار ورقه وتدون له ماذا تقول  وحلمى هو انتى مش عاوزة تسمعى صوت مالك حبيبك بس انا طماع بقى وعاوز اسمع صوتك وعاوز أسمعك وانتى بتنطقى اسمى من بين شفايفك الحلوة دى  

مالك   هتسافري مع يزيد وانا يوم ولا اتنين والطب الشرعى هيثبت براءتى وهخرج منها بس دى فرصه بلاش نضيعها عشان خاطري
انا كان نفسي اكون جنبك ومعاكي خطوة بخطوة بس مش بايدى انا بجد اسف  
اومت له بالإيجاب وهى تحاول رسم الابتسامه على وجهها الجميل
وودعته بعناق قوى كانت لا تريد الابتعاد عنه ولكن عليها الذهاب الان   
عاد إلى محبسه يناجى ربه قلب خاشع يخشى على محبوبته ويتمنا لها النجاه وأن يسترد الله صوتها وطلب من العسكرى ان يذهب إلى المرحاض ليتوضا ويصلى فرضه ويصلى ركعتين قضاء حاجه وجلس بعد ان ختم صلاته يدعى لها بالشفاء وأن يفك الله كربه وظل يردد  
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين  
عاد مع شقيقها إلى المنزل واحضرت ملابسها بحزن وودعت الجميع وذهبت مع شقيقها إلى القاهرة لتظل بالمشفى لعمل بعض الفحوصات قبل اخضاعها للعمليه   
وذهبت معها ماريا لتظل جانبها
فى اليوم التالى  
بدا الطبيب الالمانى فى فحص جميله والاطلاع على التحاليل الاخيرة وحدد موعد العمليه اليوم    
وهو من يشارك طالبه يزيد فى اجراء العمليه وسوف يتدخل اذا احتاج الأمر لتدخله فقط   
وتم تجهيز جميله وكانت ماريا جانبها تشد من اذرها وتطمئنها وتعطيها الدافع والقوه على الصمود وأن تكون عند ظنها بربها انه سوف يجلب لها الخير  
اما فى الاسكندريه
فى قسم الشرطه وبالتحديد داخل مكتب وكيل النيابة  
كان اليوم الرابع من حبس مالك واليوم ظهرت نتيجه الطب الشرعى  
فتح وكيل النيابة الظرف ونظر له باهتمام وهو يتفحص كل كلمه به وعاد قرائته أكثر من مرة  
وكيل النيابة بتنهيد   يا عسكرى هاتلى مالك السمنودي من الحجز  
العسكرى   تحت امرك يا افندم
بعد لحظات دلف مالك بقلق لمكتب وكيل النيابة  
وكيل النيابة   اقعد يا باشمهندس
جلس مالك وهو يشعر بالتوتر والقلق 
وكيل النيابة   الا قولي كنت فين الساعه اربعه الفجر يوم الاحد
مالك يبتلع ريقه بصعوبة   انا قولت لحضرتك احنا وصلنا القاهرة على الساعه عشرة واخدنا تاكسي من القاهرة لاسكندريه وصلت المستشفى على الساعه 12 ولم عرفت باللى حصل لصاحبي شكيت فى تاليا ووصلت بتها كان تقريبا الساعه 2بعد الضهر  
وكيل النيابة   تمام فى فعلا اثبات فى المحضر ان الطيارة الا جت من بريطانيا كنت متواجد انت ومراتك فيها معنى كدة ان لم تاليا  ماكنتش اصلا فى القاهرة كنت لسه فى الجو ونتيجه الطب الشرعى اثبتت انها مقتوله بالخنق الساعه اربعه الفجر وفى أثر بصمات لشخص تالت موجودة فى الشقه غير بصمات المجنى عليها وكمان حضرتك فى بصمه تالته ووراد جدا يكون صاحب البصمه دى هو القاټل
مالك بفرحه   يعنى انا براءة صح
وكيل النيابة بابتسامة   فعلا براءة اكتب يا بنى عندك  امرنا نحن وكيل النيابة بالافراج عن المتهم مالك السمنودى فى ساعته وتاريخه وأمرنا بإعادة التحقيق فى القضيه وأمر ضبط وإحضار المدعو ماجد الزيني ومقارنه بصماته  
مالك   يعنى ممكن اخرج دلوقتي
وكيل النيابة بابتسامة   طبعا هتخرج من سرايا النيابه انت مافيش اى ادانه على حضرتك  
مالك بفرحه   شكرا يا افندم
وكيل النيابة   ممكن تقولي ليه شاكك فى ماجد ومصر على أنه الفاعل
مالك   عشان إللى زى ماجد مايحبش غير نفسه وكان واخد تاليا طعم عشان يوصلي وافتكر بعد كدة ان حب يبعد عنها لكن شخصيه زى تاليا كانت مش سهله الله يرحمها بقي
وكيل النيابة   تمام تقدر تمشى وانا متاسف على قعدتك معانا اربع ايام بس دى مش قضيه سهله وكل الادله كانت ضدك خصوصا بعد شهادة الشهود
مالك   الحمد لله ان الحق ظهر بعد اذنك   
خرج من قسم الشرطه وكاد قلبه يعذف من شده فرحته أصبح يتنفس بالهواء النقي كان يشعر بالاختناق داخل المحبس والآن يستنشق الهواء الطلق ويشعر بالحريه  عاد إلى منزله بشوق وفرحة   
عندما دلف الفيلا شعر بالأمان ضمته والدته بشوق وحنين سنين واسرع إليه أسر بفرحه عانقه بقوة وهو يرتب على ظهره بحنيه  
وقف يبحث بعيناه عن معشوقته فظن أنها لن تغادر الاسكندريه بعد  
مالك   فين جميله ماريا ويزيد
مها  انت متعرفش انهم فى القاهرة عشان عمليه جميله
مالك بحزن   أيوة عارف بس ماتوقعتش ان مالقهاش طب هى عملت حاجه
أسر   لسه تقدر تلحقها ماريا قالت حدد معاد العمليه بس لسه مادخلتش بس انت خرجت ازاى مسكو إللى عمل كدة
مالك   لسه بس اكيد هينمسك هو مافيش غير ماجد والطب الشرعى اثبت فى بصمات تالته موجودة وكمان وقتها انا كنت لسه ماوصلتش ودة الحمد لله إلا اثبت براءتى  
مها   الحمد لله يا حبيبى ربنا كريم ومايرضاش بالظلم
مالك   الحمد لله
هطلع بسرعه اخد دش واغير لبسى ده بقالى اربع ايام بيه رحتى طلعت
أسر   أيوة وانا عمال قول فى ريحه مقرفه
مالك   امشى يا قذر
أسر   يا عم اجري ريحتك لا تطاق
مالك بضيق   ماشى يا أسر ليك يوم
فى القاهرة
فى المشفى بعد ان تم تجهيزها للعمليه شعرت بالخۏف والقلق  
ابتسم لها شقيقها وقبل جبينها بحنان وهو يطمئنها  
وقبلتها ماريا بحب ودعتها أمام غرفه العمليات  
يزيد بابتسامة   ادعيلنا بقى
ماريا بابتسامة   اكيد طبعا
دلف يزيد ومعه الفريق الطبي  
وطبيب التخدير غرز ابرة المخدر بوريدها   
وبعد لحظات كانت غائبه عن الواقع بسبب المخدر ولم تشعر بمن حولها نظر إليها يزيد ونبضات قلبه فى تسارع فهذه شقيقته وبين يديه الان لا يستطيع اذاءها بيوم من الايام وعليه الآن ان يشق اذنيها شعر باهتزاز يده عندما امسك بالمشرط يخشى عليها وهى تحت تاثير المخدر رغم أنها لا تشعر بشئ ولكن قلب شقيقها لا يريد جرحها اغمض عيناه لدقيقه يطرد الهواجس امسك بيده الطبيب الالمانى فهو يعلم شعوره الآن وحثه على بدأ العمليه   
بدا يزيد بشق اذن صغيرته وعمل فتحه داخل طبله الأذن كان الچرح بعمق 7سم يصل لتجويف لداخل وعندما وصل لهدفه وضع الجهاز بالمكان المناسب خلف عظمه بالمخ لتبعث الاشاره إلى المخ على هيئه الكلام الناطق ويتردد على هيئه اشارات متوجه للمخ عده مرات ليصل لشخص المصاپ ليدرك اللغه الموجه إليه ويستمع لها جيدا بدا فى تثبيت القوقعه الداخليه وبعد ذلك قفل الچرح بعده غرز وهى الخياطه بالسلك الطبي إلى أن انتهى عمله وهو يعمل بجهد واصرار على نجاح العمليه وعندما أغلق الچرح نهائي واوصل الجزء الثاني من القوقعه وثبتها خلف الاذن لتساعدها على النطق فالجزء الخارجى هو المسئول عن النطق لتستطيع نطق الكلام فى بدايه الأمر قد يكون شاق عليها ولكن بعد الممارسه وجلسات التخاطب والاستماع سوف تتحسن حالتها تدريجيا وتسترد سمعها ونطقها كاملا وتجاوزت هذة العمليه قرابه الثلاث ساعات    
كان مالك قد اغتسل وابدل ثيابه ونثر عطرة المفضل واستقل سيارته وهو يتسابق مع الزمن للوصول إلى حبيبته جميلته معشوقته   
وصل إلى المشفى فى غصون ساعتان وعندما دلف وعلم بمكان وجودهم وجد شقيقته اقبلت عليه بحب وضمھا لصدره وظل جانبها عندما علم بجميلته داخل غرفه العمليات تجرى العمليه    
كان القلق مسيطر عليه ويزرع الطرقه ذهابا وايابا وينظر من الحين لآخر بساعه يده  يشعر ان الزمن لا يتحرك  
يريد الالتقاء بها الاطمئنان عليها ضمھا لصدره ليستنشق عطرها ويشعر بوجودها فقد أيقن انها نبض قلبه ونور حياته ونفسه الذى يحيه فهى الروح العالق بصدره   
وفجأة وجد الباب ينفتح على مصراعيه وتدلف على الفراش النقال ويزيد هو الذى يتولى أمر تحريك الفراش بهدوء  
كاد قلبه ان يتوقف عندما وجدها نائمه بالفراش ولم تشعر بمن حولها فى عالم اخر  
اسرع إليها يساعد يزيد طلب منه يزيد ان لن يلمسها الان لسلامه العمليه وأن يحرك معه الفراش يبطئ شديد لا يريد ان تصيب بالدوار عند افاقتها فبعد قرابه الثلاث ساعات لابد أن يتبع التعلميات المصاحبه للنجاح العمليه   
وضعها بغرفه لتظل بها اليوم تخضع للملاحظه والمخاطر التى تواجهه بعد العمليه   
حملها يزيد ومالك برفق ووضعها بالفراش بهدوء  
تنهد يزيد بارتياح ونظر إلى مالك بابتسامه  
يزيد   الحمد لله العمليه عدت على
 

تم نسخ الرابط