مياده مامون
المحتويات
سويا و هم ليحملها ويتجه بها نحو الفراش حتى ينعم بقسط من الراحة.
ارقدها وتمدد بجانبها مغلقا عينه بوهن شديد لكنها قررت أن لا تريحه و تزيد من ارقه
جلست وجذبت شيئا من داخل الكمود ثم استدارت له..
مالك.
لم يفتح عينه امرها بهدوء.
ششششش نامي يا شذى احنا هنصحي بدري عشان اوديكي الحسين والحق اروح شغلي.
شذي برجاء
فتح عينيه مندهشا من خۏفها غير المبرر له
الله في ايه يا شذى مانتي عارفه اننا هانروح عشان الليلة اللي عاملينها في البيت هناك وانا قايلك اننا هنرجع على هنا تاني.
يعني مش هتسيبني هناك وترجع لوحدك.
اتكأ على عضدده ملتفا بجسده لها ضامم حاجبيه
لاء مش هسيبك هناك يا شذي.
احنت رأسها بخزي منه وهمست وهي تمد له ما في يدها.
اعتدل جالسا اخذا الدواء منها مستفهما
برشام ايه ده
تهجم فجأة و هو يقرأ اسمه و دواعي استعماله
رفع عينه عنه لينظر لها بوجه لا يبشر بالخير٠
مالك بصوت مثل فحيح الافعى ممسكا شعرها بقوة
انتي عارفه البرشام ده بتاع ايه و بيتاخد ازاي امك عارفة انك بتاخدي البرشام ده
اغمضت عيناها تفيض بحرهم و ارتجفت من رد فعله
لينفعل اكثر و يثور عليها مشددا على شعرها بقوة
استنى و افهم ايه البرشام ده باتخده
الست الحامل اللي بتبقى عايزة تتخلص من الجنين انتي بقى هاتخديه ليه غير كده..
عشان يجيلي ڼزيف والله انا بابلعه مش باخده بأي طريقة تانيه.
قالتها شذي بلفهة تحاول أن تبرر له موقفها لكنها تفاجئت بأجابته.
لأول مرة تعلم انه مثله مثل من سبقوه من رجال في حياتها!
شذي پقهرة قلب منفطر على حبيب ظلمها
عرفت ليه انا ماكنتش عايزة احكي ليك حاجة ومن قبل ما اتكلم حكمت عليا من غير حتى ما تديني فرصه ادافع عن نفسي.
مالك منتفضا من جانبها ناهرا اياها بكلمات ساخطة
فرصة انتي لسة بدوري على فرصه ماخلاص يا هانم انا كفاية عليا اللي عرفته لسه في ايه تاني هاتوجعي قلبي بيه.
من شدة انفعاله بكى
للدرجة دي كرهاك بټأذي نفسها بالطريقة دي عشان ماتقربش ليها غبي هاتصدقها بكلمتين تافهين ضحكت عليك بيهم
عيب عليك دا المفروض انك دكتور كبير وفاهم في أمور الطب كويس هتيجي على اخر الزمن حتة عايلة زي دي تضحك عليك
ولا عشان علقت نفسك بيها هتتغاضي في دي كمان.
الساعة الثامنة صباح يوم الخميس.
مازال كل منهما محتفظا بيقظته هو يجلس بالخارج وقد عزم أمره انه سينفصل عنها
وهي جالسه في الفراش تفكر فيما حدث بينهم ولماذا فعلت بنفسها هذه الفعلة كان عليها إن تلتزم بسرها ولا تبوح به له
كيف هداها تفكيرها انه سيرحب بما قالته حتى وان كانت تظنه لم يفكر بها السوء كما قال هل كان سيفرح بأنها لا تريد اقترابه منها.
افتعلت النوم حين دلف عليها الغرفه بملامح جافة جلس في مؤخرة الفراش معطيها ظهره منحنيا بجزعه للأمام.
مالك بسخرية
انا عارف كويس اوي انك صاحية قومي يا مدام غيري هدومك دي عشان اوديكي الحسين.
انتفضت من تكويرتها بهجوم
انت تقصد ايه بمدام دي انا لسه انسه على فكرة.
مالك مكررها ضاحكا
انتي لسة هاتنكري ما خلاص يا مدام البرشام اللي بتخديه وضح كل حاجه
شذي بصړاخ
قولتلك انا لسه انسه انت سمعت نص الكلام وسجلته في عقلك وحكمت عليا
طب اسمع مني باقي الحكاية وبعديها ابقى احكم عليا زي مانت عايز
مش انت اللي كنت عايزني اتكلم لتقترب منه وتحاول التمسك بذراعه.
طب مش انا مراتك خدني اكشف عليا ثم صړخت بأنفعال..
اخرسييي
قالها مالك وهو ينفض كفيها من عليه مبتعدا عنها...
ماكنتش اعرف انك بج.... كمان يا ريتك فضلتي ساكته ولا انك تصارحيني ب... دي
الشيخ مالك الرفاعي يا هانم مش بياكل من طبق غيره اكل قبله منه مش بيلبس جز... غيره لبسها قبله.
جلس منتظرها بالخارج بعد أن اهانها تلك الإهانة التي لا تغتفر و ارتدي ملابسه وترجل وهو يمسك بيده ادناء و حجاب الرأس ونقاب للوجه القاهم لها أمرها بأن تجهز اشيائها وترتديهم وتتتبعه سريعا.
بعد غضون بضعة دقائق اتاته منحنية الرأس دموعها ټغرق ذلك النقاب الذي حجب عنه رؤية وجهها الجميل.
وبرغم تلك الوخزة التي تملكت قلبه الا انه وقف كجبل من جليد يكمل اوامره لها.
اسمعي انتي هاتروحي تقعدي مع امك في الحسين هانفضل متجوزين شهر
في الشهر ده هافتعل اي خناقات معاكي هازعق ليكي على اتفه سبب لحد ما امك هي اللي تطلب اني اطلقك.
شذي بصوت متحشرج لكن اكتسبت نبرة الشجاعه والاعتلاء
والله متشكرة اوي لزوقك وكرم اخلاقك بس انا بقى اللى رافضة عرضك ده و بقولك من دلوقتي اهو انا عايزة اطلق.
في لمح البصر كان ممسكا بعضضها رافعا نقابها من علي وجهها هامسا لها بصوت مرعب.
مش بمزاجك يا مدام انتي مش في محل قبول او رفض وانا اذا كنت بعمل كده فاده عشان خاطر خالتي بس مش اكتر اتفضلي قدامي يلا.
في تمام العاشرة كان يقف أمام منزل ابيه العتيق والذي ازهله انفراج بابه في هذه الساعه المبكرة.
مالك ملتفتا اليها
على ما يبدو إن الحجة مجيدة بدئت التحضيرات لليلة من بدري
ثم رمقها بنظرة ساخرة.
ادخلي يا عروسة يا صاحبة الصون و العفاف
تنحي لها جانبا لتسبقه للداخل.
عندما ولجت للردهه الواسعة وجدتها خالية منهم حمدت ربها سرا وأطلقت العنان لساقيها
تجري نحو الدرج لتصعد
للأعلى حتى يتثني
لها الاختباء من عيون الجميع.
لكنه لم يرأف بها زاد من احتقانه تجاهها و قرر زيادة الضغط عليها إذ اوقفها بصوته المتهجم.
رايحة على فين.
الټفت له مطلقة علي وجهه أمواج هائجة مندفعة من بحر عيناها المستظلة تحت نقابها و صړخت كعادتها.
طالعه اوضتي عندك مانع.
مالك مقتربا منها هامسا لها بحذر
صوتك ده مايعلاش عليا تاني فاهمه و اتفضلي ادخلي سلمي على امي وامك وبعدها ابقى روحي مكان مانتي عايزة.
قبض على كفها بيد قوية وتوجهه بها بأتجاه غرفة الطهي وأثناء سيرهم أمرها بسخرية
ماتحوليش تكشفي وشك جوه عشان ماحدش يتخض من منظره يا عروسة.
حاولت سحب يده من بين قبضته لكنه رفض فافجائته بلكمه قوية بالنسبة لها في كتفه.
الټفت إليها قبل أن تخطو قدماه الباب ونظر لها نظرة ارعبتها جعلتها ترتد للخلف خطوة.
مالك بغيظ منها
حاضر حسابك معايا بعدين انا هاعرفك ازاي ترفعي ايدك عليا.
دلف بها ليجد الغرفة ممتلئة بالنساء و والدتهما منهمكتان في طهي الطعام ليلفت نظرهم بحضورهم.
السلام عليكم جميعا
ما ان القى السلام الا واصدحت الزغاريد و انهالت عليهم التهاني.
انتشلت الحجة مجيدة يدها من ماجور العجين و اذا بها تجذبه بين ذراعيها و هي تلقى زغروطة عالية تعبر بها عن فرحتها.
حبيب امك الف مبروك يا نور عيني حمدلله على سلامتكم يا عرايس.
مالك ضاحكا بشدة
ههههههه الله يسلمك يا حبيبتي بهدلتيني عجين يا ام مالك.
يا اخويا عادي يعنى هيا اول مره يا واد يا دكتور وسعلي كده لما أرحب بالقمر بتاعتنا اللي مستخبية فيك دي.
لتشهق بفرحة حين رأتها...
و كمان خبيتها تحت النقاب ليك حق هو حد بردو يسيب القمر دي لكل من هب و دب يشوفها دانتي حتة الماس و لازم يخبيكي من العين يا عروستنا.
شذي وهي تري ابتسامته الصفراء...
ربنا يخليكي يا خالتو ازيك انتي عامله ايه.
ثم التفتت الي والدتها التي كانت تقف بعيدا تتابع الموقف بأندهاش.
مش هاتسلمي عليا يا ماما ولا ايه
ماجدة بتحفز لمالك
حمدلله على السلامه يا دكتور ماقولتش لينا يعني ان شذي لبست النقاب
مالك ضامم حاجبيه بإستنكار
عادي يعني يا خالتي اظن دي حاجة خاصة بينا احنا الاتنين و ماتزعلش حد بالعكس دي المفروض تفرحك.
المهم انها تكون مقتنعة بيه
اسأليها اهي قدامك
ماجدة مقتربة من ابنتها
مقتنعة بيه يا شذى
شذي ناظرة في عينه برجفة
ايوا يا ماما مقتنعة الحمد لله.
لا تعلم لماذا انقبض قلبها سحبت ابنتها و ترجلت للخارج بعيدا عن النساء و بدون ان ترفع وشاح وجهها فاجئتها بسؤالها.
بټعيطي ليه يا شذى
لحق بهم و وقف موصود اليدين منتظرا ردها على والدتها...
لكنها التزمت الصمت حين لاحظت وجود خالتها أيضا.
مدت والدتها يدها رفعت نقابها عن وجهها
ارتدت خطوه للخلف بفزعة على ابنتها حين وجدت وجهها احمر بالكامل والدموع تفيض من عيناها بشدة.
جذبتها ماجدة الي صدرها پخوف عليها
في ايه قلب امك يا حبيبتي عملت ايه في البت يا مالك
مازال محتفظا ببرودة قلبه متماسكا كجبل ساكن.
لتنحيه والدته جانبا تدخلت على الفور لهم تحثهم للصعود للأعلى قبل أن تلاحظ احد النساء ما يحدث بينهم.
مالكم في ايه اطلعو قدامي كلكم على فوق قبل ما واحدة من الستات اللي جوه تسمعكم.
صعدو جميعا للأعلى اتجهو الي غرفة الام مجيدة وبعد أن ادخلتهم اغلقت الباب وتوجهت لأبنها بحدة.
مراتك بټعيط ليه يا دكتور جايبها يوم فرحها معيطة يا مالك
لم يحتد او ينفعل في الحديث بل ابتسم لها ونطق بكل هدوء.
ما تتكلمي انطقي يا شذى قوليلهم بټعيطي ليه اخلصي عشان عايز اروح شغلي.
تلك الكلمة كانت هي المنجية لها اطرقت اهدابها سريعا وهي تجمع الكلمات.
شذي بشهقات عاليا موارية عيناها منه
اهو قالكم اهو قال عايز يروح شغله طب بزمتك يا خالتو في عريس برضو يروح شغله ليلة فرحه
وضعت كلا من ماجدة و مجيدة يدهم على قلبهم يتنفسو الصعداء بينما جحظت عينه مندهشا من تلك الشقية المدعوة بزوجته
لقد وجدت لنفسها مخرجا من هذا المأزق دون أن ترتاب اي منهن فيها.
لتهم والدته بالضحك و تضمها لاحضانها
هههههه يا شيخة خضتينا احنا قولنا انتو زعلانين مع بعض لا سمح الله.
وجهت والدتها الحديث له
طب والله معاها حق يا مالك ما هو صحيح ازاي تروح شغلك يوم فرحك.
مالك وقد بدي الڠضب يتملك منه موجها حديثه الي زوجته
فرح ايه اللي بتتكلمي عنه ده انتي صدقتي نفسك ولا ايه عايزانى اتأخر عن عمليات المرضى اللي ورايا واقعد جانبكم هنا.
تفاجئت ماجدة برده وحاولت تهدئة الموقف
براحة بس يا مالك شذي اكيد ماتقصدش بس هي فعلا معاها حق النهاردة بالذات لازم تبقى موجود دي ليلة فرحك يا بني.
فرح ايه انتي كمان انتو بتكدبو الكدبة وتصدقوها احنا بقالنا اسبوع متجوزين يا هوانم....
قالها مالك وهم بالخروج من الغرفة متوجها نحو غرفته.
ماجدة بعصبية
شايفة ابنك يا مجيدة....
وقفت الام مرتابة في أمر أبنها هي متأكدة ان هناك امر اخر يعصبه خصوصا بعد أن صدمو بصياحه عليها
متابعة القراءة