روز امين

موقع أيام نيوز


بفضل تعمقه بالنوم 
أنا أسفة بجد إني بزعج حضرتك في وقت متأخر زي ده بس مقداميش حد تاني ألجيء له
سألها مستفسرا 
إتكلمي وقولي فيه إيه يا إيثار أنا عارف إنك مش هتتصلي في الوقت المتأخر ده إلا إذا كانت فيه مصېبةوده اللي خلاني رديت 
اجابته بصوت مړتعب 
هي فعلا مصېبة يا أفندم عمرو البنهاوي واقف لي على الباب وعمال يخبط ومصر إنه أفتح له وشكله سکړان على الاخر

اجابها بنبرة خفيضة من أثر نومه 
ده يبقى وقع ولا حدش سمى عليه متفتحيش وأنا هتصل بسعادة اللوا قدري الخواجة واخليه يبعت لك قوة تقبض عليه حالا وهخليه يعمل له محضر عدم تعرض ويمضيه عليه
واستطرد متوعدا
ده بعملته الغبية دي خدمك خدمة العمر
فيه إيه يا أيمن وإزاي إيثار تتصل بيك في وقت زي ده وخصوصا إنها عارفة إنك لسة تعبان!
ربت على كتفها وتحدث وهو يضغط على رقم ذاك اللواء
هحكي لك بعد ما أعمل مكالمة ضرورية يا حبيبتي
اغلقت إيثار الهاتف وابدلت ثيابها سريعا بأخرى محتشمة استعدادا لمقابلة رجال الشرطةثم هرولت إلى الباب من جديد حيث زاد صوت الخبطات وتعالت أصوات عمرو الصاړخة 
إفتحي يا إيثار بدل ما أكسر الباب عليك أنا مش همشي غير لما أشوفك إنت ويوسف إفتحي يا حبيبتي ده انا حبيبك عمروإنت نسيتي أنا كنت إيه بالنسبة لك 
حرام عليك إنت بتعمل فيا كدة ليهإعتقني يا اخي لوجه الله بقى نطقتها بهتاف حاد بعدما استمعت لهمهمات السكان التي تعالت ليتحدث بصوت ضعيفا متوسل أشبه بباكي 
إفتحي يا حبيبتي عاوز أنام في وحشتيني قوي ونفسي تنيميني على رجلك وتلعبي لي في شعري زي زمان فاكرة يا إيثار فاكرة
اتسعت عينيها بذهول لتصرخ بعدما شعرت بالحرج من ساكني البناية ومن صورتها التي حتما ستهتز أمامهم وهي التي طالما حافظت عليها بكل ما أوتيت من قوة 
بس بقى كفاية فضايح إنت إيه يا أخي شيطان ليه مصر تدمر سلامي النفسي واستقراري اللي مصدقت أبنيهم من يوم ما بعدت عنك ونضفت إتقي الله وسيبني في حالي وارجع لمراتك وبنتك
خبط بقوة ليهتف غاضا 
إفتحي الباب مش هسيبك إلا لما ترجعي لي إنت بتاعتي ملكي أنا محدش هيقدر يبعدك عني ومسيرك هترجعي تاني إفتحي يا إيثاااار
قال كلماته الاخيرة بصړاخ هيستيري جعلها تهمس إلى عزة بارتياب 
روحي أقعدي جنب يوسف ليصحى مخضوض من الخبط بتاع المچنون ده
اجابتها 
حاضر بس هدي نفسك زمان البوليس جاي وهياخدة يرميه في الحبس وبدل ما ينام على الفرشة الحرير اللي جايبهاله أبوه هينام على البورش وسط المجرمين وقتالين القتلة
لتشيح بكفيها بغيظ 
على الله واحد فيهم يغزه پسكينة يخلصنا من شره وغتاتته
دخلت إلى الصبي وظل ذاك الارعن يدق بابها ويصيح باسمها مطالبا إياها بفتح الباب حتي استمعت لصوت جلبة بالخارج لتنظر من فتحة العين وتتنفس باطمئنان بعدما رأت بعضا من الرجال مرتديين زي الشرطة وعلى الفور أمسكوه واجتمع بعضا من ساكني البناية حول الشرطة ليبدأوا في تقديم إفادتهم وازعاج ذاك المتعدي لهماستمعت لطرق أحدهم للباب

________________________________________
وهو يقول بطمأنة 
إفتحي يا مدام إيثار ومټخافيش إحنا جايين بناءا
على تعليمات من سيادة اللوا قدري الخواجة هو قال لنا إن عندك علم إننا جايين
بالفعل فتحت وما أن رأها ذاك المعتوه حتى أفلت حاله ليهرول عليها وكاد أن يصل لها ليحتضنها لولا أيادي الشرطيان الذان لحقا به ليكبلا ساعديه خلف ظهره ويشيلا حركته بالكامل مما اصابه بالجنون لېصرخ قائلا 
سيبوني إنتوا إتجننتوا إنتوا مش عارفين أنا ابن مين
هتف الضابط المسؤل عن الحملة موبخا إياه
بس يلا مش عاوز أسمع نفسك
هتف صارخا باعتراض 
دي مراتيوالله
لاخليكم تندموا كلكم أنا إبن نصر البنهاوي يا بقر
رمقه الضابط بازدراء ثم توجه ببصره إلى رجاله متحدثا 
خدوا المحروس ونزلوه تحت في البوكس
تحرك الرجال ساحبين ذاك الذي بات يحرك جسده محاولا التملص من بين أياديهم وهو ېصرخ ويقذفهم بأقذر السباب محاولا التملص نظر الضابط لها وتحدث باحترام 
ده طليقك يا أستاذة إيثار مظبوط 
اومأت بإيجاب ليسترسل بإعلام 
إحنا هنعمل له محضر سكر واقټحام المكان والتهجم على أنثى في عقر بيتها وهستناكي بكرة تيجي في القسم علشان تمضي على المحضر وتأكديه
اومأت برأسها ليتحدث إلى سكان البناية 
وياريت كام حد منكم ييجوا بكرة يقدموا إفادتهم علشان نوثق المحضر ونأكد على الإتهامات الموجهة للمتهم
اومأ الجميع ليتحدث أحدهم 
إحنا تحت أمرك يا باشا الأستاذة إيثار ست محترمة وليها سنين معانا هنا في العمارة محدش شاف منها حاجة وحشةانا عن نفسي هاجي بكرة أشهد باللي حصل
ليستطرد بإبانة 
وهشهد كمان بإن طليقها إتهجم عليها ومسكها من ذراعها قدامي من حوالي إسبوعينوانا اتدخلت وقتها أنا والسكيورتي وخلصناها من إيده وهددناه لو ممشيش هنتصل بالشرطة
شكرته بدموع عينيها التي انسابت رغما عنها ثم توالت أصوات باقى السكان الذين تطوعوا بإدلاء شهاداتهم والوقوف بجوار تلك الخلوقة في الوقت الذي تخلى عنها أقرب الأقربون
انصرف الضابط وتحرك السكان كل لوجهته
صدح صوت أبتهالات ما قبل أذان الفجر من صوامع مساجد البلدة ليمليء القلوب بالراحة والسکينة عدا تلك الحائرة التي تجوب غرفتها ذهابا وإيابا ممسكة هاتفها تضعه على أذنها بانزعاجلم تعد تدري كم عدد المرات التي هاتفته بها ولم يردتوقفت لتهتف بضيق
لا كدة الوضع مايتسكتش عليه
أسرعت إلى خزانة ملابسها وانتقت ثوبا محتشما وارتدته سريعا ثم أمسكت بحجابا وضعته على رأسها بعشوائية لتنطلق إلى الاسفل وبلحظة كانت تطرق باب والداي زوجها لتفتح لها إجلال التي صدمت من ملامح وجه الاخرى المتوترة لتتحدث الأولى بارتياب 
إلحقيني يا ماما عمرو مجاش لحد الوقت وبرن عليه تليفونه بيدي جرس ومابيردش
عقدت بين حاجبيها لتسألها بصوت متحشرج 
مجاش منين أنا مش سألتك عليه قبل ما نقفل الباب الحديد قولتي لي إنه نايم فوق من بدري 
تلبكت ولم تجد أمامها سوى النطق بالحقيقة لتتحدث بنبرة مړتعبة 
هو اللي أكد عليا أقول لكم كدة علشان يسهر مع أصحابه براحته من غير الحاج ما يعرف ويبهدله زي كل مرة
همست بصوت خفيض وهي تحثها على الإبتعاد بعدما بدأت بغلق الباب 
تعالي نتكلم بعيد بدل ما الحاج يسمعنا ويطين عيشته لما ييجي
بالفعل تحركت بجانبها إلى أن دخلتا داخل حجرة الطعام وما أن أغلقتها حتى أمسكت ذراعها لتهزها پعنف ثم صاحت بتوبيخ 
عارفة يا وش البومة إنت لو إبني جرا له حاجة هعمل فيكي إيه
إنكمشت على حالها لتتحدث بړعب 
وأنا ذنبي إيه يا ماما
ذنبك إنك مش مالية عين جوزك ومخلياه طافش طول الليل من خلقتك العكرة نطقتها بازدراء لتستطرد بكراهية 
ده غير إنك كذبتي عليا وقولتي إنه نايم فوق
هتفت متنصلة لتبرأ حالها 
هو اللي قال لي أعمل كدة والله العظيم أنا مكنتش أقدر أخالفه ما أنت عارفاه وعارفة عنده لو قالي إعملي حاجة وخالفته بينكد عليا بالشهور
بحنق أجابتها 
ما هو من خيبتك دي اللي إسمها إيثار كانت مخلياه لازق لها ليل نهار في الشقة ابوه كان بيخانق معاه علشان يسيبها ويروح يشوف شغله
ابتسامة ساخرة خرجت منها لتتحدث وهي ترفع بكبرياء 
وهو لو كان بيحبها بجد كان فضلني عليها
وهو لما الشيطان وسوس لسيدنا أدم وخلاه أكل التفاحة الملعۏنة اللي خرجته من الجنةكدة يبقى حب الشيطان نطقتها بنبرة متهكمة لتستشيط الأخرى لكنها توارت بخبث خلف حزنها التي رسمته بإتقان لتسألها باستياء مصطنع 
إنت بتشبهيني بالشيطان يا ماما
حملقت بدهشة مصطنعة لتقول بامتهان
شيطان مين ده اللي اشبهك بيه يا بتده الشيطان يتعلم منك ويقف يسقف لك كمان
كم تبغض تلك الحقېرة وتكن بقلبها لها كرها لا يضاهيه شيءوذلك لتيقنها بحقدها الشديد ورفضها لشخصها منذ الوهلة الأولى لدخولها للعائلة
جذبت منها الهاتف لتعيد الإتصال من جديد على هاتف نجلها ليصدح رنينه ويهتز على سطح مكتب الضابط الذي تحدث بتملل للشاويش 
وبعدين في أم التليفون اللي مش عاوز يبطل زن ده
ماترد علي المتصل يا باشا وبلغه إن صاحب التليفون مقبوض عليه نطقها الشاويش ليقول الضابط وهو ينهض استعدادا للخروج 
الواد متوصي عليه يا حسين الباشا
قال لي محدش من أهله ياخد خبر إلا لما المحضر يتحول للنيابة علشان أبوه ميعرفش يطلعه منها
اومأ الرجل ليستكمل الضابط 
أنا طالع

________________________________________
السكن علشان أنام لي كام ساعة قبل
النهار ميطلع مش عاوز حد يصحيني حتى لو الدنيا خربت مفهوم يا حسين نطق الأخيرة للتأكيد ليهز الاخر رأسه قائلا 
مفهوم يا باشا
بعد قليل داخل حجرة الحجز التابعة لقسم الشرطة المحتجز به
كان يقف خلف الباب ممسكا بالسياج الحديدية الخاصة بباب الحجز ېصرخ بكل ما أوتي من قوة 
إفتحولي الباب يا رممإنتوا متعرفوش اللي رمتوه في الحجز ده يبقى ابن مين والله لاخرب بيوتكم كلكم
ما تخرس ياد في ليلتك السودة ديصدعتنا من ساعة ما جيت من كتر صواتك اللي زي صړيخ النسوان التف ليستكشف من ذاك الذي تجرأ ونعته بذاك الوصف ليجد رجل ذو جسد ضخم يتوسط الأرض بجلوسه العشوائي يرتدي ثيابا متسخة وشعر رأس وذقن مبعثرانيمتلك وجها حاد الملامح وبه الكثير من الندوب الناتجة عن چروح بطعنات توحي بمدى إجرامهلم يهتم بما رأه ليهتف بقوة يرجع سببها لعدم استيعابه لما يحدث بفضل كثرة المشړوبات الكحولية التي تناولها وهي التي أودت به إلى هنا بعدما تصرف بعدم إدراك
إنت بتكلمني كدة إزاي يا جدع إنتإنت مش عارف أنا ابن مين
هتف أحد الرجال قائلا باستهجان 
ماتفوق لنفسك يا بقف إنت واقف قدام المعلم برعي كبير الحجز يعني تدي له التمام وتقلب نفسك وتطلع كل اللي في جيوبك عشان تنول الرضا ده لو مش عاوز كرامتك تتداس تحت جزمة اقل محجوز هنا
رمقهم بازدراء ليقول بكثيرا من الكبرياء 
ليك حق ما انت لو تعرف أبويا يبقى مين مكنش زمانك واقف قدامي أصلا
هو كل عيل سيس ميسواش ربع جنية مخروم ييجي لنا هنا يسمعنا البوقين الحمضانين دول نطقهابرعي باستهزاء ليسترسل ساخرا بصوت غليظ
طب إشجيني يا روح أمك وقولي إنت ابن انهي حرامي في البلد 
رمقه بازدراء ليهتف الاخر صارخا 
ماتنطق ياد بدل ما أخلي الرجالة تعمل معاك الصح
صاح بكل صوته هاتفا پغضب 
والله يا كلاب لاخلي لأبويا يربيكم كلكم
توقف كبيرهم عن الضحك بعدما استمع لسبه على يد هذا الإمعة ليعطي إشارة من رأسه صوب ذاك المغرور ليقترب منه الرجال مشكلين حلقة حوله ليرتاب داخله بعدما رأى نظرات الغدر بأعينهم المصوبة عليهانقض عليه الجميع دفعة واحدة ليركله أحدهم ويلكمة الأخر وهكذا توالت اللطمات مما جعله ېصرخ بأعلى صوته لينثر على مسامعهم بوابل من أقذر الشتائم مع تهديده
 

تم نسخ الرابط