روز امين

موقع أيام نيوز


ما حدث لما لديه من فطانة وأيضا كان واضحا له من نظرات إيثار وغيرتها المستعرة بعيناها على زوجها وأيضا راقب نظرات نجله حيث كان يتعمد إثارة الغيرة بقلبها وهو يراقب رد فعلها دون ملاحظتها للأمر تحمحمت عصمت التي لم تفهم نظرات زوجها إلى الان لترفع صوتها تستدعي كبيرة العاملات 
سعاد سعاد
أتت المرأة لتقف منحنية قليلا وهي تقول باحترام 

أفندم يا دكتورة
تعمدت نطق سؤالها بهذا الشكل كي تقطع الأمل على تلك السميحة التي استدعتها ابنتها لمهمة التفريق بين نجلها ومن إختارها فؤاده 
فؤاد باشا والهانم منزلوش لحد الوقت ليه!
تحمحمت المرأة وأقتربت لتميل بجانب أذنها لتخبرها بما قصته عليها عزة لا تعلم ماذا حدث لقلبها فقد انتفض وعلت دقاته من جمال المفاجأة

________________________________________
ظهرت السعادة جليا فوق ملامحها لتسألها بتأكيد 
إنت متأكدة! 
أومأت لتجيبها بهمس 
أنا بنفسي طلعت وإتأكدت إن جناح معاليه فاضي ومنمش فيه إمبارح يا دكتورة
شملت كيانها راحة تامة لم تشعر بمثلها منذ الكثير لتأخذ نفسا عميقا قبل ان تقول 
تمام خلي البنات يطلعوا يوضبوا الجناح كويس وشوفي لو ناقصه حاجه بلغيني
تحت أمرك يا دكتورة... قالتها المرأة وانصرفت لتتحدث عصمت بحبور لم تستطع تخبأته
فؤاد بايت في أوضة مراته وواخد أجازة من شغله النهاردة
صوت ضحكة خرجت مكتومة من ماجد الذي تخيل واقع الخبر على زوجته التي خططت وكان للقدر وشقيقها رأي أخر سعلت سميحة بشدة حيث توقف الطعام في حلقها فور استماعها لذاك الخبر الذي أنهى الأمل بداخلها من جديد بعد أن تجدد بفضل تشجيع إبنة عمها ناولتها عصمت كأس الماء لتنطق بهدوء
إشربي يا حبيبتي وخلي بالك
أما فريال فهتفت متسائلة بحدة خرجت رغما عنها 
مين اللي قال لحضرتك الكلام الفارغ ده يا ماما
تعجب علام من هجوم صغيرته وثورتها العارمة التي ظهرت بعينيها المعترضة ليسألها متعجبا بمنطقية 
وإيه العجيب والفارغ من بيات راجل في أوضة مراته يا فريال! 
آسفة يا بابا خاني التعبير ...قالتها بصوت محبط وهي تنظر للأسفل أما سميحة فحالها أصبح حال فقد أتت متحمسة بعد إستدعاء فريال لها وإعطائها أملا لتكتشف اليوم أنه كان زائفا وتحول من جديد لسراب 
استمع الجميع لصوت بكاء الصغير الاتي من الخارج وأيضا صوت عزة وهي تهدهده وتحاول إلهائه استدعاها علام لتلج إليهم ليسألها عن سبب بكائه وهو ينظر للصغير بحنان فهو منذ أن حضر للقصر قد ملأه مرحا وسعادة ترجع لقبول قد وضعه الله في قلب كل من يراه أجابته بهدوء
أصله عاوز مامته يا باشا
ومستنية إيه ما طلعيه عندها...جملة حادة نطقت بها فريال لتجيبها تلك الثرثارة التي انفتحت بالحديث كعادتها
مينفعش يا هانم سيادة المستشار منبه عليا محدش يطلع يصحيهم وقالي إحنا هنصحى بمزاجنا أصل سعادته أخد أجازة النهاردة ويمكن ياخد باقي الأسبوع كمان 
لتسترسل بسعادة ظهرت جليا بصوتها وفوق ملامحها
عرسان بقى عقبال ولادك
هتفت متذكرة وهي تنظر إلى عصمت 
إلا بالحق يا دكتورة هو أحنا مش هنعمل فطار يليق بالعرسان
ابسمت عصمت لتتابع الاخرى بثرثرة ليست بجديدة عليها 
اصل سألت الست سعاد وقالت لي هبقى أسأل الدكتورة ولحد الوقت مردتش عليا
تنفست براحة لتجيبها بحبور ظهر بصوتها 
إدخلي المطبخ وإعملي كل اللي تشوفيه مناسب والبنات معاك هيساعدوكي ولو محتاجة حاجة من برة خلي سعاد تطلبها لك 
لتسترسل بنبرة سعيدة وهي تنظر إلى ماجد 
خدي لي أجازة عارضة من الشؤون يا ماجد
واستطردت وهي تنظر لزوجها الضاحك 
ميصحش أسيب العرسان في يوم زي ده
أجابها باحترام 
تحت أمرك يا دكتورة 
وتابع هامسا بعدما مال على أذن زوجته 
أهو أخوك بنفسه حسم لك الأمر إهدي بقى وتقبلي الوضع وبلاش تنكشي في مواضيع ممكن تفسد علاقتك باخوك
تنهدت بخيبة أمل وهي تنظر لإبنة عمها حيث سيطر الحزن عليها والتزمت الصمت التام
تحدث علام وهو يشير للصغير الذي توقف عن البكاء إثر هدهدت عزة له 
تعالى يا يوسف إقعد على حجري علشان تفطر معايا
نطق بصوت خاڤت 
ميرسي أنا أكلت مع عزة
أنا أكلته يا باشا هخرجه يلعب شوية في الجنينة على ما مامته تصحى...قالتها عزة لتنسحب الصغيرة من المقعد المجاور لأبيها وهي تستأذن من والدتها 
مامي أنا هروح ألعب في الجنينة مع چو
أوك يا بيسان...نطقتها بهدوء لتلتفت إلى عزة وهي تقول بتوصية 
خلي بالك منها يا

________________________________________
عزة وإوعوا يروحوا ناحية البيسين
حاضر يا مدام...تحركت عزة بالصغار لتهب سميحة من مقعدها وهي تقول باقتضاب 
بعد إذنكم 
سألها علام بحنو 
رايحة فين يا سميحة إنت ما أكلتيش حاجة لسه
مليش نفس يا عمو...قالتها وانسحبت للخارج لتتطلع عصمت لإبنتها بنظرات لائمة لما فعلته بإبنة عمها ليهمس زوجها بنبرة لائمة 
ضميرك مرتاح باللي عملتيه في بنت عمك كان إيه لزمته كل ده يا فريال! 
شعرت بالخزي لتقف بهدوء وهي تقول 
هروح أشوف سو 
صعدت لغرفة الضيوف وجدت إبنة عمها تبكي بغزارة جلست بجوارها لتهتف الاخرى بنبرة حانقة ودموعها تنهمر بغزارة 
أنا عاوزة أعرف أنا فيا إيه مش عاجبه علشان يسيبني مرتين أول مرة فضل عليا نجلا وإتجوزها وفي الاخر طلعت ڼصابة وكانت هتوديه في ستين داهية والمرة دي فضل عليا واحدة مطلقة وعندها ولد ومستواها المادي لا يشرف عيلتنا ولا يناسبه
تحدثت الأخرى بهدوء 
ممكن تهدي
أهدى إزاي يا فيري وفؤاد كل مرة بيتعمد يهيني...قالتها بصړيخ لتتابع بمرارة 
فؤاد مش غبي علشان مياخدش باله من إني بحبه
ردت فريال على حديثها باستسلام 
مشكلة فؤاد إن طول عمره شايفك أخته الصغيرة
هتفت الاخرى بعيناي لائمة 
ولما أنت شايفة كده وعارفة إنه بيحبها كلمتيني وأدتيني أمل ليه يا فيري! ما أنا كنت بعيدة وبحاول أنساه وأشغل نفسي بالماجستير وشغلي
ابتلعت لعابها لتنطق بكلمات تعلم من داخلها عدم صحتها لكنها مصرة على إبعادها عنه من شدة ارتيابها على شقيقها الغالي 
صدقيني فؤاد مش بيحبها
واسترسلت بحديث هرائي 
تلاقيه كان رايح يتكلم معاها في موضوع ونعس ونام عندها
إنت مصدقة نفسك يا فريال!...سؤالا وجهته لها سميحة باستياء لتتابع باستسلام وهي تنهض 
أنا لازم أمشي قبل ما فؤاد يصحي مش لازم يشوفني وأنا بالضعف ده
جذبت يدها للاسفل لتحثها على الجلوس وهي تقول
هتمشي تروحي فين إنت لازم تبقي أقوى من كدة عاوزة تنسحبي من أول جولة صدقيني هتلاقيها هي اللي رامية نفسها عليه علشان تكمل خطتها
هتفت باعتراض غاضب كي لا تدع حالها تتعلق بأمل ومن جديد يتحول إلى سراب
أخوك اللي رايح لها اوضتها يا فريال لو العكس كنت قولت لك جايز لكن فؤاد هو اللي بايت عندها وكمان أخد لها أجازة وده ملوش غير معنى واحد وهو إن فؤاد عاوزها بإرادته
طب ممكن تهدي ونقعد نتكلم شوية...نظرت لها لتهتف متذكرة بنبرة عاتبة 
تعالي هنا يا ست فيري إنت إزاي تخلي بيسان تختلط بالولد إبن السكرتيرة! 
قطبت فريال جبينها لتتحدث باستغراب 
وإيه المشكلة لما بنتي تلعب معاه على فكرة الولد متربي كويس جدا وطبعه هادي 
رفعت حاجبها لتهتف باستنكار 
يا سلام وهو علشان هادي تسيبي بنتك معاه الولد من بيئة غير بيئتنا يا فريال
أخذت فريال نفسا مطولا ثم تحدثت بقناعة وصدق 
بصي يا سو موضوع الطبقات ده أنا مبعترفش بيه خالص بابا وماما ربونا على كده وأنا شايفة إن طالما الإنسان اللي قدامي متربي كويس معنديش مانع يبقى صديق مقرب مني 
هزت الاخرى رأسها متعجبة لتنطق بسؤال منطقي 
إنت غريبة قوي طب لما هو ده تفكيرك إيه وجه إعتراضك على إيثار!
وكأنها تحولت لقطة شرسة تخربش بأظافرها الحادة كل من يقترب من صغارها لتنطق بحدة ظهرت بعينيها قبل صوتها 
الموضوع هنا مختلف يا سو الموضوع هنا يعني أمان اخويا وسعادته وأنا لا يمكن هسمح لأي حد يقرب منه على سبيل التجربة يعني يا طلعت بنت حلال وكويسة يا طلعت نسخة مكررة من الحقېرة نجلا وتكرر مأساة أخويا تاني
واستطردت

________________________________________
بعقدة داخلية تكونت نتيجة حبها الشديد لشقيقها وهلعها من تكرار تجربته المريرة التي عاشتها معه بكل جوارحها وأثرت بداخلها 
علشان كده فؤاد لازم يتجوز حد نعرفه كويس والحد ده هو إنت بالذات يا سو علشان إنت اكتر حد مناسب لفؤاد بنت عمنا وعارفين أصلك وفصلك وعندك الفلوس اللي تخليكي ما تطمعيش ولا تفكري تخوني فؤاد وفوق كل ده إنت بتحبيه وأكيد هتسعديه بكل الطرق
باتت تحاول إقناعها لتبقى ويكملا تخطيتهما المفيد لكلتاهما
أما بالاسفل فكان علام يتناول القهوة بصحبة زوجته التي لم تسعها الفرحة تنهدت وهي تقول بانتشاء 
يا يا علام متتصورش فرحتي قد إيه النهاردة
أبتسم وربت على كفها بحنان لينطق بحب 
ربنا يكمل فرحتك على خير يا حبيبتي ونسمع خبر يفرح قلوبنا قريب
هتفت بقلب يتراقص من شدة سعادته 
يارب يا علام يارب البنت كويسة جدا وهادية وماشاء الله على تربيتها لإبنها يعني إن شاءلله هتكون أم هايلة وتليق بإنها تربي أولاد فؤاد علام
وإنت بردوا هتسبيها تربي حفيدك يا دكتورة!... نطقها ليطلق ضحكة مدوية توحي لمدى سعادته لتبتسم وهي تجيبه بملاطفة 
مش هضحك عليك وأقول لك إني هسيب لها حرية تربيته بالكامل
واسترسلت بمشاكسة 
بس ممكن أخليها تشاركني فيها 
إطلقا ضحكاتهم السعيدة واكملا الحديث
لتغفو ويصحو على أجمل إبتسامة وضع أنامله يزيح بها خصلات شعرها ليرى كامل ملامحها ويسعد قلبه شعرت بحركة فوق وجنتها فحركت أهدابها تحاول فتحهما لتغمضهم من جديد وعلى الفور فتحتهم على مصراعيهما حين شاهدت إبتسامته الخلابة وعينيه المغرومتين وهو يتطلع عليها بتمعن ووله زادت إبتسامته ليتحسس وجنتها بنعومة قبل أن يهمس بصوت متحشرج من إثر النوم 
صباح الخير 
صباح النور يا حبيبي
لم يستوعب إلى الآن أن ما حدث بينهما بليلة أمس وإمتلاكه لها حقيقة
عارفة يا حبيبي
إنت أحلى حاجة حصلت لي في حياتي كلها
إبتسامة حانية إرتسمت لتنطق بعينيها الهائمة ما زلزلت به كيان متيمها 
وإنت أول راجل بجد يدخل حياتي يا فؤاد
إنت إزاي راجل قوي كده
مال رأسه قليلا يتطلع عليها بتأثر وعيناي تنطق بالهوى لتسترسل بصدق 
من النهاردة هسلمك روحي وهتبقى لي وطن وعنوان هغمض عيوني وأمشي معاك طريقي
هزت رأسها لتنطق عينيها قبل لسانها 
مش عاوزة أعرف رايحين لفين ولا هوصل معاك لإيه كل اللي حساه إني عاوزة أكمل معاك وأفضل تحت ضلك ورعايتك أنا ويوسف أنا روحي بوجودك بقت مطمنة يا فؤاد
تنهيدة عميقة خرجت من أعماقه تدل على مدى تأثره بكلماتها فحبيبته تقدم له حالها ليسير بها إلى بر الأمان خرجت كلماته على هيأة همسات من رقة شعوره لينطق بصدق يقطر من بين حروفه
وعد عليا ما هخلي دمعة ندم واحدة تنزل من عنيك الغالية وعمري ما هخليك ټندمي على إختيارك
 

تم نسخ الرابط