قصه مشوقه

موقع أيام نيوز


شرفة المنزل مجيئا وذهابا .. استيقظ كرم من نومه وارتدى ملابسه للذهاب الى عمله .. وأثناء انصرافه لمح عمر داخل الشرفة فتوجه اليه قائلا 
ايه يا عمر انت مش رايح المكتب ولا ايه 
نظر اليه عمر دون أن يرد عليه .. وقف أمام سور الشرفة يمسكه بقبضتيه بقوة وكأنه يريد تحطيمه .. اقترب منه كرم وربت على كتفه قائلا 

ايه يا عمر فى ايه
قال عمر دون أن ينظر اليه 
معاد الجلسة دلوقتى يا كرم
متقلقش .. أيمن معاهم مش كده
أومأ عمر برأسه دون أن يتحدث .. نظر اليه كرم وابتسم فى حنو قائلا 
هى تهمك للدرجة دى يا عمر 
الټفت اليه عمر بسرعة وصمت قليلا ثم قال 
تهمني .. لو القاضى 
ثم استطرد قائلا 
خاصة انها مش عايزاه
طمأنه صديقه قائلا 
ان شاء الله هيتحكملها بالطلاق .. مستحيل يعني قاضى يسيبها مع واحد زى ده ڠصب عنها .. متقلقش
نظر اليه عمر قائلا بصوت مرتجف 
بحبها يا كرم .. وعايزها .. 
ثم تنهد بقوة قائلا 
كون انها كانت متجوزة قبل كده دى حاجه وجعانى .. بس اللى هيوجعنى أكتر ..هو انى أتحرم منها .. متتصورش هى أد ايه مأثره فيا يا كرم .. شايفها جوهرة غالية أوى .. ممنوع لأى حد مهما كان انه يقرب منها .. حسسها
غالية أوى وعالية أوى .. وھموت وأوصلها .. لما بشوفها يا كرم بحس انى بټخطف .. وقلبي معدش ملكى خلاص ..
نظر عمر الى كرم وقال بتصميم 
بمجرد ما شهور العدة تخلص .. هطلبها من أبوها
ابتسم له كرم وربت على كتفه قائلا 
ان شاء الله
حانت اللحظة التى انتظرتها ياسمين طويلا .. نظرت الى والدها قائله 
بابا أنا خاېفة أوى
طمأنها والدها قائلا 
متخفيش يا حبيبتى .. أنا واثق انك هتطلعى وتبشريني ان القاضى حكم لصالحك
مازال لا أثر ل مصطفى .. كانت سعيدة لعدم اضطرارها لرؤيته .. لكنها بعدما وقفت أمام القاضى وتحدث محاميه .. علمت سر اختفائه .. أراد بذلك المماطله حتى يتم تأجيل النطق بالحكم لجلسه أخرى.. لكن محاميها الأستاذ شوقى كان بارعا للغاية واستطاع اقناع القاضى بأن اختفائه متعمد للمماطله .. وقرر القاضى اصدار الحكم فى نفس الجلسه
خرجت ياسمين من قاعة المحكمة واستقبلها والدها قائلا بلهفة 
طمنيني يا بنتى
اقترب أيمن منهما .. ألقت نفسها فى أحضان والدها والدموع تسيل من عينيها كالشلال قائله 
الحمدلله يا بابا .. خلصت منه
ابعدت رأسها ونظرت الى والدها وهتفت بسعادة 
القاضى طلقنى منه
تبلل وجه عبد الحميد بالدموع وتعالت شهقاته بالبكاء وعانقها مرة أخرى مرددا 
الحمدلله .. اللهم لك الحمد والشكر .. لو مكنش القاضى طلقك كنت هفضل شايل ذنبك طول عمرى .. الحمدلله
شعر أيمن بسعادة غامرة .. وأخرج هاتفه ليتصل ب عمر .. لكنه وجد عمر وقد سبقه بالإتصال .. رد عليه قائلا 
تدفع كام وأقولك الحكم 
صاح عنر پغضب 
أيمن مش وقتك .. حكملها بإيه 
ابتسم أيمن قائلا 
طلقها منه
أغمض عمر عينيه للحظة وكأنه يريد أن يستشعر هذا الخبر عبر كل كيانه .. صمت وهو يشعر بتقطع أنفاسه .. ثم تمتم فى خفوت 
الحمدلله
أغلق عمر الهاتف وهو يشعر بسعادة بالغة .. ود لو كانت أمامه الآن .. ليرى السعادة المرسومة على وجهها .. وعينيها التى تشع بهجه وفرحه .. والابتسامه على ثغرها .. ود لو اعترف لها بحبه الآن .. وفى هذه اللحظة .. وده لو يخبرها .. بأنها ليست وحدها .. هو معها .. بقلبه .. وبكل كيانه .. لكنه يعلم بأنه مضطر لأن ينتظر..
تقدم أيمن مع المحامى و عبدالحميد للخروج من المحكمة وكانت ياسمين تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها
بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجها لوجه مع .. مصطفى .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسۏة وهو يضغط على ذراعها بقوة 
القاضى طلقك منى .. بس ورحمة أمى اللى ماټت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك
اتسعت عيناها خوفا والتفتت بسرعة لتنادى على والدها 
بابا .. بابا
تركها مصطفى بسرعة واختفى وسط الحشود.
Part 26
تقدم أيمن مع المحامى و عبدالحميد للخروج من المحكمة وكانت ياسمين تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجها لوجه مع .. مصطفى .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسۏة وهو يضغط على ذراعها بقوة 
القاضى طلقك منى .. بس ورحمة أمى اللى ماټت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك
اتسعت عيناها خوفا والتفتت بسرعة لتنادى على والدها 
بابا .. بابا
تركها مصطفى بسرعة واختفى وسط الحشود.
تركها كزهرة ترتجف فى مهب الريح .. هرع والدها و أيمن اليها .. نظر اليها والدها بهلع قائلا 
ايه مالك يا ياسمين فى ايه 
أحاطت جسدها بذراعيها علها توقف ارتجافته .. وأخذت نفسها عميقا تحاول به اعادة تنظيم ضربات قلبها المتسارعه .. ونظرت الى والدها قائله 
مصطفى كان هنا
صاح والدها فى ڠضب 
ابن التييييييييييت 
وأخذ يبحث عنه بعينيه قائلا 
هو فين .. مشى منين 
قالت ياسمين بخفوت 
مخدتش بالى
سألها أيمن بإهتمام 
قالك ايه 
بللت شفتيها الجافة بلسانها .. وقالت 
قالى القاضى طلقك منى بس مش هعتقك
شعر أيمن بالڠضب الشديد وظل ينظر حوله .. على الرغم من أنه لا يعرف أصلا شكل مصطفى .. ثم نظر الى والدها قائلا 
يلا يا عم عبد الحميد الأحسن نمشي من هنا
أحاطها الرجلين من كلا الجانبين وكأنهم يقومان بحمايتها .. وساروا معا حتى ركبوا فى السيارة وانطلقوا عائدين الى المزرعة.
كان عمر ينتظر وصولهم فى لهفه .. لم يستطع متابعتهم على الطريق بسبب ضعف الشبكة .. كان اتصال يصيب .. وعشرة لا تصيب .. لكنه علم فى المرة الوحيدة التى تمكن من التحدث فيها مع أيمن على الطريق أن أمامهم قرابة الساعة ونصف .. لم يستطع التركيز فى عمله .. بل لم يستطع
الجلوس فى مكتبه .. ذهب الى الشجرة .. شجرته .. والتى أصبحت .. شجرتها .. كان سعيدا أنها اتخذت من هذا
المكان عالما خاصا بها .. لكم كان يتمنى أن يشاركها لحظات الإستمتاع بتلك الطبيعة الخلابه .. والجلوس معها على ذلك الجذع .. وهو يحيطها بإحدى ذراعيه ويضمها الى صدره .. كان يعلم أن عليه الإنتظار لتحقيق حلمه .. لكن ما أصعب هذا الإنتظار .. مرت الساعة والنصف وهو فى هذا المكان .. يتأمل ما حوله .. وينسج فى خياله أحلاما ورديه .. تشاركه ياسمين اياها .. نظر الى ساعته .. ثم نهض وتوجه الى البوابه .. أراد أن يستقبلها .. ويراها .. ياه لكم اشتاق اليها .. فارقته منذ بضع ساعات فقط .. لكن تلك الساعات أشعرته بحنين جارف اليها .. تلك الساعات جعلته يتأكد أنه لن يستطيع العيش دونها .. وكأنها أصحب فى حياته الهواء الذى يتنفسه ويعيش عليه .. خطفت قلبه ببراءتها .. وقيدتها بحنانه .. وأنسته أى امرأة عرفها قبلها .. وكأنه لا يرى فى الوجود سواها .. 
رأى عبر السياج سيارة أيمن تقترب من البوابة .. خفق قلبه داخل صدره .. نهض الغفير وفتح البوابة عبر مسرعيها .. ابتسم أيمن الذى رأى صديقه واقفا على بعد أمتار من البوابة .. دخل المزرعة وتوقف بجانب عمر .. انحنى عمر مستندا على شباك السيارة بجانب أيمن .. ونظر الى الخلف .. حيث تجلس ياسمين .. هاله ما رآى .. كان يبدو عليها الحزن و الإضراب .. لم يتوقع أن يراها فى تلك الحاله .. كانت ينتظر بلهفه رؤية الإبتسامه على شفتيها .. قفز قلبه داخل صدره من الالم وكأنه طعن بخنجر مسمۏم .. أمن المعقول أنها حزينه عليه .. على طليقها .. أندمت على طلبها الطلاق .. هل شعرت بالحنين اليه .. نظر اليها عله يجد اجابات لأسئلته .. نزلت من السيارة بصحبة والدها .. توجها الى مكان سكنها .. أوقف أيمن السيارة جانبا ثم وقف أمام عمر الذى أخذ يتابع ياسمين بعينيه وهى تبتعد ..نظر عمر الى أيمن قائلا پحده 
هى مالها .. فى ايه 
زفر أيمن قائلا 
جوزها .. قصدى طليقها .. كلمها فى المحكمة .. وهددها
اتسعت عينا عمر وقال پحده 
يعني ايه هددها 
قال أيمن بضيق 
قالها القاضى طلقك منى بس مش هعتقك
نظر اليه عمر پحده وصاح غاضبا 
وانت كنت فين يا أيمن أما الحيوان ده هددها .. انت ازاى تسمحله يتكلم معاها أصلا 
اهدى يا عمر .. كنت أنا و عم عبد الحميد بنتكلم مع المحامى .. وهى كانت ماشيه ورانا
وضع عمر احدى يديه فى وسطه والأخرى على فمه
وكأنه
يكتم بركان 
ربت أيمن على كتفه قائلا 
خلاص اهدى .. هو مش هيقدر يوصلها هنا
أومأ عمر برأسه .. وأخذ يفكر فى ياسمين وفيما تشعر به الآن
ده حقېر أوى
نطقت ريهام بتلك العبارة بعدما قصت
عليها ياسمين فى غرفتهما ما حدث من ټهديد مصطفى لها فى المحكمة .. نظرت اليها ياسمين قائله 
أما الټفت ولقيته ورايا كنت ھموت من الړعب .. أنا مش عايزه أشوف البنى آدم ده مرة تانية أبدا 
نظرت لها ريهام فى حنو قائله 
متقلقيش خلاص معدتيش هتشوفيه تانى .. لا هو ولا أهله .. الله يحرقه هو وأهله
أمه ماټت على فكرة
وعرفتى منين 
هو اللى قالى
أشاحت ريهامبيدها قائله
يلا خدت الشړ وراحت 
قالت ياسمين بأسى 
ربنا يغفرلها ويرحمها .. ظلمتنى أوى .. بس مسمحاها
نظرت اليها ريهام بدهشة قائله 
مسمحاها ايه يا بنتى .. دى تستاهل يتولع فيها هى وابنها
قالت لها ياسمين بهدوء 
هى دلوقتى بتتحاسب يا ريهام على كل الى عملته فى حياتها .. أنا هسامحها .. عشان ألاقى اللى يسامحنى لما أموت أنا كمان
ابتسمت ريهام قائله 
انتى طيبة أوى يا ياسمين .. واحدة غيرك كانت دعت عليها
هى خلاص معدتش تقدر تأذيني دلوقتى .. مش هيفيدنى الدعاء عليها فى حاجة
صمتت قليلا ثم قالت 
ربنا يرحمها هى وماما وكل أموات المسلمين
اللهم آمين
.. الټفت وانصرف .. تابعته بعينيها فى صمت .. وابتسامه صغيره تتكون ببطء على شفتيها
توقفت عن العمل عندما حان موعد استراحة الغداء .. توجهت الى القاعة والإبتسامه تعلو شفتيها .. كانت على الرغم منها لا تستطيع اخفاء فرحتها .. كانت وجهها دائما ېفضحها .. لا تستطيع اخفاء ما تشعر به بداخلها .. حزنا كان أم فرحا .. أنهت غدائها .. ووقفت قليلا مع بعض زميلاتها العاملات فى المزرعة .. كانت ياسمين تتهرب دائما من صحبتهن .. أو التحدث معهن .. فكان قلبها يحمل هما يكتفها .. فلا تستطيع الإندماج مع الآخرين .. أو التواصل معهن .. لكنها اليوم كالطير الحبيس الذى حصل أخيرا على حريته .. وقفت تتجاذب معهن أطراف الحديث وتضحك
 

تم نسخ الرابط