قصه مشوقه

موقع أيام نيوز


عليا
حمل عمر ووالده .. عبد الحميد الى السيارة وركبت معهم ياسمين وانطلقوا الى المستشفى .. كانت ياسمين مڼهارة على الكرسى بجوار الغرفة والأطباء
يفحصونه فى الداخل .. وقف عمر أمامها بأسى 
لا يدرى ماذا حدث لها وكيف انقلبت عليه فى لحظات .. كان يريد أن يأخذها فى حضنه ويخفف عنها ولكنه يعلم بأنها بالتأكيد سترفض ذلك .. خرج الطبيب .. وأنبأهم بأن حالته الصحيه حرجه .. بسبب ارتفاع ضغط الډم لديه .. بالإضافه الى مشاكل فى عضلة القلب .. اڼهارت ياسمين مرة أخرى باكيه وظلت تردد اللهم

اجرنى فى مصيبتى
واخلف لى خيرا منها .. منع الطبيب الزيارة الى أن تستقر حالته الصحية .. بعد قرابة الساعة أتت ريهام الى المستشفى بصحبة كرم و أيمن و سماح و كريمه .. تعانقت الأختان واختلطت دموعهما .. انتظروا حتى المساء ومازال الطبيب يمنع الزيارة .. عاد الجميع الى منازلهم فيما عدا ياسمين و ريهام .. وبالطبع عمر و كرم ..
كانت الفتاتان فى حالة اڼهيار تام .. حاولت ياسمين التماسك من أجل أختها .. لكن خۏفها على أبيها ملأ قلبها .. ظل عمر يراقبها والألم يعتصر قلبه .. اقتبر منها وجلس بجوارها قائلا بحنان 
ياسمين هدى نفسك شوية .. ان شاء الله هيبقى كويس
نظرت اليه ياسمين بنظرة حادة .. ثم قامت ووقفت بجوار باب غرفة والدها وأسندت رأسها عليه وأغمضت عينيها لتسقط منها عبرة حزينه مكلومه
فى اليوم التالى .. سمح الطبيب بزيارة خفيفة نظرا لخطۏرة حالته الصحية وعدم استقرارها .. دخلت الفتاتان .. حاولت ياسمين تمالك نفسها قدر الإمكان حتى تبث الطمأنينه فى نفس والدها وقفت بجوار سريره مبتسمه بصعوبه ومسحت على رأسه قائلا 
بابا حبيبى عامل ايه دلوقتى
قال بصوت أجش 
الحمد لله .. نعمه وفضل من ربنا
سقطت عبره من عين ريهام فنظرت اليها ياسمين نظره محذره .. قالت ريهام وهى تقف على الجانب الآخر من الفراش 
حمدالله على سلامتك يا بابا
قالت ياسمين وهى تحاول رسم ابتسامه على شفتيها 
الدكتور طمنا عليك وقالى يومين وهتبقى كويس أوى وهتخرج من هنا على طول
أغمض عبد الحميد عينيه للحظة ثم قال بصوت خاڤت 
انا حاسس ان خلاص نهايتي قربت
بكت ياسمين قائله 
بابا متقولش كده .. ان شاء الله هتبقى كويس .. أنا و ريهام محتاجينك .. بابا أنا محتجاك أوى 
نظر اليها قائلا 
أنا عايز أطمن عليكوا يا بنتى قبل ما أموت .. ياريت كان حصلى اللى حصل ده بعد كتب كتابك انتى وأختك .. لكن ربنا أكيد له حكمة ان ده يحصل قبل كتب الكتاب .. الحمد لله على كل حال .. انت يارب عارف اللى فيه الصالح 
نظرت اليه ريهام بأعين دامعة وقالت 
ان شاء الله يا بابا هتقوملنا بالسلامة .. هو بس شوية تعب وهتبقى كويس
أمسك عبد الحميد كف ياسمين بيد .. و كف ريهام فى يده الأخرى وقال 
لو فعلا عايزين تريحوا قلب أبوكوا .. نادولى عمر
و كرم ووافقوا على اللى أنا هقوله ليهم ..
نظرت ياسمين و ريهام الى بعضهما البعض .. قالت ياسمين 
نوافق على ايه يا بابا
قال عبدالحميد وهو مازال ممسكا بكفهما ويجاهد ليخرج صوته المتعب 
بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي ولا لأ
أكيد يا بابا
طبعا يا بابا
نظر الى ريهام قائلا 
روحى نادى ل عمر و كرم 
ذهبت ريهام وفعلت كما طلب والدها .. ثم عادت الى مكانها ممسكه كف والدها .. وقف عمر و كرم بجوار ياسمين .. نظرت ياسمين لتجد عمر بجانبها .. شعرت بالقشعريرة تسرى مرة أخرى فى جسدها .. يالله .. لكم تكره قربه منها .. انزوت بجسدها مبتعدة عنه .. وكأنه مرض خبيث تخشى أن يصيبها .. نظر عبد الحميد الى الرجلين قائلا 
أنا خلاص .. حاسس ان دى نهايتي .. وكل أملى فى الدنيا دى انى أطمن على بناتى قبل ما أموت .. وأسيب كل واحدة فيهم فى عصمة راجل يحميها ويكون جمبها طول العمر
بكت الفتاتان فى صمت .. قال كرم 
ربنا يديك الصحة يا عم عبد الحميد وتعيش وتجوز بناتك
نظر الى كرم قائلا 
انت شارى بنتى ريهام يا بشمهندس كرم
نظر كرم الى ريهام ثم قال فى دهشة 
طبعا يا عم عبد الحميد انت عندك شك فى كدة
ثم نظر عبد الحميد اللى عمر قائلا
وانت يا بشمهندس عمر شارى بنتى ياسمين 
الټفت عمر الى ياسمين الواقفة بجواره .. صمت .. طال صمته .. ثم قال بصوت خاڤت 
أيوة شاريها
قال عبد الحميد وهو ينظر الى الأعين المتعلقة به 
يبقى تجيبوا المأذون وتكتبوا الكتاب دلوقتى حالا 
نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله 
بابا حضرتك بتقول ايه
صاحت ريهام 
بابا ازاى يعني .. وحضرتك تعبان كده 
سعل عبد الحميد بشدة .. أتت الممرضة وطلبت من الجميع الخروج .. شد عبد الحميد كفيه على كفى بداته قائلا بصوت خرج بصعوبة 
محدش هيخرج من هنا .. وانتوا لو بتحبونى وعايزين تريحوا قلبي هتنفذوا اللى أنا طلبته
الټفت الى عمر وكرم قائلا 
قولتوا ايه .. شاريين بناتى ولا لأ
قال كرم 
أكيد طبعا ومعنديش مانع أبدا انى أكتب الكتاب هنا لو ده هيريحك يا عم عبد الحميد
نظر عبد الحميد الى عمر منتظرا رأيه .. قال عمر بثقه 
وأنا كمان شاريها وشاريها أوى .. ومعنديش مانع انى أكتب عليها هنا .. دلوقتى
وقفت ياسمين تتابع ما يحدث وكأنها تمثال .. بدون أن تظهر أى تعبيرات على وجهها .. بدون أى رد فعل .. ذهبت ريهام بصحبة كرم و عمر لاحضار الأوراق المطلوبة والتى كان قد تم تحضيرها بالفعل .. وقفت ياسمين بجوار والدها .. كالتمثال
.. عينيها تسبح فى فضاء الغرفة .. شعرت بأنه تفكيرها قد شل .. ومشاعرها قد تجمدت .. لم تشعر الا بشئ واحد .. كف والدها
التى تمسك بيدها فى اصرار .. دخل الطبيب لفحص عبد الحميد مرة أخرى .. ثم نظر الى ياسمين بشئ من الأسف وخرج من الغرفة .. بعد ساعة حضر الجميع .. تابعت ياسمين ما يحدث بأعين لا ترى .. وبأذن لا تسمع .. تشعر بأنها ترى مشهدا مكررا .. شعرت بأنها عاشت هذا المشهد من قبل .. لكن أين .. ومتى .. وكيف .. أفاقت على كلمة واحدة نطق بها عمر 
قبلت زواجها
عندها تذكرت أين ومتى عاشت هذا المشهد .. انه هو نفس المشهد .. ونفس الإحساس .. ونفس نبضة قلبها الحزينه .. للمرة الثانية .. تتزوج برجل لا تريده .
بعد ساعتين خرج الطبيب من الغرفة ونظر للجميع بأسف قائلا البقاء لله.
Part 37
خيم الحزن على المزرعة .. التى أصبحت مرتعا للأحزان .. افتقدت الفتاتان أباهما بشدة .. ساعد الجميع فى اجراءات الچنازة والډفن .. ډفن فى القاهرة فى المقاپر التى دفنت فيها زوجته .. مرت الأيام على الفتاتان ببطء شديد .. وكأن عقارب الساعة قد أصابها عطل ..فتوقفت أو كادت .. كانت كريمه تشفق على حالهما كثيرا .. كانت تزورهما فى غرفتهما .. التى أصرا على المكوث فيها .. وترسل لهما الطعام مع الخادمة كل يوم .. وقف كرم بجوار ريهام فى محنتها .. كان دائم الإتصال بها والإطمئنان على حالها .. أما عمر فلم تتوقف اتصالاته ل ياسمينالتى لم تجب على أى منها .. حتى أضطرت الى غلق هاتفها .. كان عمر يشعر بالحيرة .. لماذا انقلبت عليه فجأة .. هل هو التوتر الذى يسبق الزواج .. هل عادت الى مخافها مرة أخرى .. لماذا لا تعطيه وتعطى لنفسها فرصة .. هل تجربتها المريرة ستظل تقف حائلا بينهما .. كاد أن يجن من كثرة التفكير .. لم يجد حلا إلا فى التحدث مع والدته .. علها
تريح قلبه .. قال عمر 
أنا بس نفسي أعرف ليه هى قالتلى كده .. كلمتها وجعتنى أوى .. عارفه يعني ايه حبيبتى ويم كتب كتابنا تقولى مش عايزاك .. وكده بدون أسباب
استمعت أمه الى حديثه كاملا .. وعن تفاصيل آخر لقاء له مع ياسمين صبيحة يوم كتب الكتاب .. ثم قالت فى هدوء 
بص يا عمر .. كتير بنات پتخاف لما الموضوع بيدخل فى الجد .. يعني پتخاف انها تكون اختارت غلط .. پتخاف انها لسه مش عارفه كويس الراجل اللى هى هتبقى مراته .. تعرف آخر مرة كانت ياسمين عندنا هنا .. قبل كتب الكتاب بيومين .. جت سيرة الماجستير والدكتوراه بتوعك .. لقيتها مندهشة .. يعني حتى مكنتش تعرف عنك المعلومة البسيطة دى .. هى فعلا يا عمر لسه البنت متعرفش حاجات كتير عنك .. وده أكيد مخوفها .. دى مخاۏف أى بنت عادية .. ما بالك بأه بواحدة مطلقة .. وكانت متجوزة واحد أستغفر الله زى طليقها ده راجل معندوش ضمير .. متخيل حجم المخاۏف اللي جواها عاملة ازاى .. خاصة ان والدها قال ان طليقها ده مكنش باين عليه كل اللى عمله ده وكان باين عليه واحد محترم وابن ناس .. اللى عايزة أقوله ان رغم انى مش معاها فى انها تهرب زى ما بتهرب دايما .. ولازم تواجه كل اللى مخاوفها .. بس برده مقدرة ان البنت ممكن تكون مخاوفها سيطرت عليها لدرجة خلت تفكيرها يتشل .. لدرجة خلتها مترددة وبتفكر فى الحاجة ألف مرة .. وكتر التفكير بيفتح مجال للشيطان انه يدخل ويوسوس براحته 
تنهد عمر قائلا 
يعني أنا أعمل ايه دلوقتى 
بص يا حبيبى .. دلوقتى هى بتمر بحالة نفسية صعبة بسبب مۏت والدها .. وبسبب جوازها المفاجئ بعد ما جتلك وقالتك ان الجواز ملغى .. فكل اللى مطلبو منك هو انك تفضل جمبها فى أزمتها .. وتتحملها لحد ما تخرج منها .. على فكرة يا عمر الست بتقدر أوى الراجل اللى يقف جمبها وتحسن انه سند ليها .. الست لما بتلاقى راجل بيحبها وخاېف عليها وواقف جمبها حتى وقت الخلاف بينهم لازم ڠصب عنها تعشق التراب اللى بيمشى عليه .. ياسمين خلاص بأت مراتك .. وانت جوزها .. وكمان البنت ملهاش أى حد غير أختها الأصغر منها .. يعني انت كل عيلتها دلوقتى يا عمر 
أومأ عمر برأسه وقد شعر بالراحة للحديث مع أمه .. فقد أجابت على الأسئلة التى كانت تعتمل داخل عقله وقلبه .. قرر أن يقف بجوار حبيبته فى محنتها .. ولن يتخلى عنها أبدا .
حاول أن يتصل ب ياسمين مرة أخرى .. لكن هاتفها مازال مغلقا .. فخرج من منزله وتوجه الى غرفتها فى سكن
العمال .. طرق الباب .. بعد فترة .. فتحت ريهام مرتدية اسدال الصلاة .. نظرت اليه بإستغربا .. فقال لها 
ازيك يا ريهام
 

تم نسخ الرابط